الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿قُلْ إنَّما أُنْذِرُكم بِالوَحْيِ ولا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إذا ما يُنْذَرُونَ﴾ ﴿ولَئِنْ مَسَّتْهم نَفْحَةٌ مِن عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ ياوَيْلَنا إنّا كُنّا ظالِمِينَ﴾ ﴿ونَضَعُ المَوازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وإنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ أتَيْنا بِها وكَفى بِنا حاسِبِينَ﴾ (p-١٥٢).
اعْلَمْ أنَّهُ سُبْحانَهُ لَمّا كَرَّرَ في القُرْآنِ الأدِلَّةَ وبالَغَ في التَّنْبِيهِ عَلَيْها عَلى ما تَقَدَّمَ أتْبَعَهُ بِقَوْلِهِ: ﴿قُلْ إنَّما أُنْذِرُكم بِالوَحْيِ﴾ أيْ بِالقُرْآنِ الَّذِي هو كَلامُ رَبِّكم فَلا تَظُنُّوا أنَّ ذَلِكَ مِن قِبَلِي بَلِ اللَّهُ آتِيكم بِهِ، وأمَرَنِي بِإنْذارِكم فَإذا قُمْتُ بِما ألْزَمَنِي رَبِّي فَلَمْ يَقَعْ مِنكُمُ القَبُولُ والإجابَةُ فالوَبالُ عَلَيْكم يَعُودُ، ومَثَّلَهم مِن حَيْثُ لَمْ يَنْتَفِعُوا بِما سَمِعُوا مِن إنْذارِهِ مَعَ كَثْرَتِهِ وتَوالِيهِ بِالصُّمِّ الَّذِينَ لا يَسْمَعُونَ أصْلًا إذِ الغَرَضُ بِالإنْذارِ لَيْسَ السَّماعَ بَلِ التَّمَسُّكَ بِهِ في إقْدامٍ عَلى واجِبٍ وتَحَرُّزٍ عَنْ مُحَرَّمٍ ومَعْرِفَةٍ بِالحَقِّ، فَإذا لَمْ يَحْصُلْ هَذا الغَرَضُ صارَ كَأنَّهُ لَمْ يُسْمَعْ. قالَ صاحِبُ ”الكَشّافِ“: قُرِئَ ولا تُسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ بِالتّاءِ والياءِ أيْ لا تُسْمِعُ أنْتَ أوْ لا يُسْمِعُ رَسُولُ اللَّهِ أوْ لا يُسْمِعُ الصُّمَّ مَن أسْمَعَ، فَإنْ قُلْتَ: الصُّمُّ لا تَسْمَعُ دُعاءَ البَشَرِ كَما لا يَسْمَعُونَ دُعاءَ المُنْذِرِ، فَكَيْفَ قالَ ﴿إذا ما يُنْذَرُونَ﴾ ؟ قُلْتُ: اللّامُ في الصُّمِّ إشارَةٌ إلى هَؤُلاءِ المُنْذَرِينَ، كائِنَةٌ لِلْعَهْدِ لا لِلْجِنْسِ، والأصْلُ ولا يَسْمَعُونَ الدُّعاءَ إذا ما يُنْذَرُونَ فَوَضَعَ الظّاهِرَ مَوْضِعَ المُضْمَرِ لِلدَّلالَةِ عَلى تَصامُمِهِمْ وسَدِّهِمْ أسْماعَهم إذا أُنْذَرُوا أيْ هم عَلى هَذِهِ الصِّفَةِ مِنَ الجَراءَةِ والجَسارَةِ عَلى التَّصامُمِ عَنْ آياتِ الإنْذارِ. ثُمَّ بَيَّنَ تَعالى أنَّ حالَهم سَيَتَغَيَّرُ إلى أنْ يَصِيرُوا بِحَيْثُ إذا شاهَدُوا اليَسِيرَ مِمّا أُنْذَرُوا بِهِ فَعِنْدَهُ يَسْمَعُونَ ويَعْتَذِرُونَ ويَعْتَرِفُونَ حِينَ لا يَنْتَفِعُونَ وهَذا هو المُرادُ بِقَوْلِهِ: ﴿ولَئِنْ مَسَّتْهم نَفْحَةٌ مِن عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ ياوَيْلَنا إنّا كُنّا ظالِمِينَ﴾ وأصْلُ النَّفْحِ مِنَ الرِّيحِ اللَّيِّنَةِ، والمَعْنى ولَئِنْ مَسَّهم شَيْءٌ قَلِيلٌ مِن عَذابِ اللَّهِ كالرّائِحَةِ مِنَ الشَّيْءِ دُونَ جِسْمِهِ لَتَنادَوْا بِالوَيْلِ واعْتَرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ بِالظُّلْمِ. قالَ صاحِبُ ”الكَشّافِ“ في المَسِّ والنَّفْحَةِ ثَلاثُ مُبالَغاتٍ: لَفْظُ المَسِّ وما في النَّفْحِ مِن مَعْنى القِلَّةِ والنَّزارَةِ، يُقالُ: نَفَحَتْهُ الدّابَّةُ وهو رُمْحٌ يَسِيرٌ ونَفَحَهُ بِعَطِيَّةٍ رَضَخَهُ، ولَفْظُ المَرَّةِ، ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحانَهُ وتَعالى أنَّ جَمِيعَ ما يَنْزِلُ بِهِمْ في الآخِرَةِ لا يَكُونُ إلّا عَدْلًا فَهم وإنْ ظَلَمُوا أنْفُسَهم في الدُّنْيا فَلَنْ يُظْلَمُوا في الآخِرَةِ، وهَذا مَعْنى قَوْلِهِ سُبْحانَهُ وتَعالى: ﴿ونَضَعُ المَوازِينَ القِسْطَ﴾ وصَفَها اللَّهُ تَعالى بِذَلِكَ لِأنَّ المِيزانَ قَدْ يَكُونُ مُسْتَقِيمًا وقَدْ يَكُونُ بِخِلافِهِ، فَبَيَّنَ أنَّ تِلْكَ المَوازِينَ تَجْرِي عَلى حَدِّ العَدْلِ والقِسْطِ، وأكَّدَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: ﴿فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا﴾ وهَهُنا مَسائِلُ:
المَسْألَةُ الأُولى: مَعْنى وضْعِها إحْضارُها، قالَ الفَرّاءُ: القِسْطُ صِفَةُ المَوازِينِ وإنْ كانَ مُوَحَّدًا، وهو كَقَوْلِكَ لِلْقَوْمِ: أنْتُمْ عَدْلٌ، وقالَ الزَّجّاجُ: ونَضَعُ المَوازِينَ ذَواتَ القِسْطِ وقَوْلُهُ: ﴿لِيَوْمِ القِيامَةِ﴾ قالَ الفَرّاءُ: في يَوْمِ القِيامَةِ وقِيلَ لِأهْلِ يَوْمِ القِيامَةِ.
المَسْألَةُ الثّانِيَةُ: في وضْعِ المَوازِينِ قَوْلانِ: أحَدُهُما: قالَ مُجاهِدٌ: هَذا مَثَلٌ والمُرادُ بِالمَوازِينِ العَدْلُ، ويُرْوى مِثْلُهُ عَنْ قَتادَةَ والضَّحّاكِ والمَعْنى بِالوَزْنِ القِسْطُ بَيْنَهم في الأعْمالِ فَمَن أحاطَتْ حَسَناتُهُ بِسَيِّئاتِهِ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ يَعْنِي أنَّ حَسَناتِهِ تَذْهَبُ بِسَيِّئاتِهِ ومَن أحاطَتْ سَيِّئاتُهُ بِحَسَناتِهِ فَقَدَ (خَفَّتْ مَوازِينُهُ) [الأعْرافِ: ٩] أيْ أنَّ سَيِّئاتِهِ تَذْهَبُ بِحَسَناتِهِ، حَكاهُ ابْنُ جَرِيرٍ هَكَذا عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما. الثّانِي: وهو قَوْلُ أئِمَّةِ السَّلَفِ أنَّهُ سُبْحانَهُ يَضَعُ المَوازِينَ الحَقِيقِيَّةَ فَتُوزَنُ بِها الأعْمالُ، وعَنِ الحَسَنِ: هو مِيزانٌ لَهُ كِفَّتانِ ولِسانٌ وهو بَيْدِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ. ويُرْوى: ”أنَّ داوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ سَألَ رَبَّهُ أنْ يُرِيَهُ المِيزانَ فَلَمّا رَآهُ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَلَمّا أفاقَ قالَ: يا إلَهِي مَنِ الَّذِي يَقْدِرُ أنْ يَمْلَأ كِفَّتَهُ حَسَناتٍ، فَقالَ: يا داوُدُ إنِّي إذا رَضِيتُ عَنْ عَبْدِي مَلَأْتُها بِتَمْرَةٍ“ ثُمَّ عَلى هَذا القَوْلِ في كَيْفِيَّةِ وزْنِ الأعْمالِ طَرِيقانِ. أحَدُهُما: أنْ تُوزَنَ صَحائِفُ الأعْمالِ. والثّانِي: يُجْعَلُ في (p-١٥٣)كِفَّةِ الحَسَناتِ جَواهِرُ بِيضٌ مُشْرِقَةٌ، وفي كِفَّةِ السَّيِّئاتِ جَواهِرُ سُودٌ مُظْلِمَةٌ، فَإنْ قِيلَ: أهْلُ القِيامَةِ إمّا أنْ يَكُونُوا عالِمِينَ بِكَوْنِهِ سُبْحانَهُ وتَعالى عادِلًا غَيْرَ ظالِمٍ أوْ لا يَعْلَمُونَ ذَلِكَ، فَإنْ عَلِمُوا ذَلِكَ كانَ مُجَرَّدُ حُكْمِهِ كافِيًا في مَعْرِفَةِ أنَّ الغالِبَ هو الحَسَناتُ أوِ السَّيِّئاتُ فَلا يَكُونُ في وضْعِ المِيزانِ فائِدَةٌ البَتَّةَ، وإنْ لَمْ يَعْلَمُوا لَمْ تَحْصُلِ الفائِدَةُ في وزْنِ الصَّحائِفِ لِاحْتِمالِ أنَّهُ سُبْحانَهُ جَعَلَ إحْدى الصَّحِيفَتَيْنِ أثْقَلَ أوْ أخَفَّ ظُلْمًا، فَثَبَتَ أنَّ وضْعَ المِيزانِ عَلى كِلا التَّقْدِيرَيْنِ خالٍ عَنِ الفائِدَةِ. وجَوابُهُ عَلى قَوْلِنا قَوْلُهُ تَعالى: ﴿لا يُسْألُ عَمّا يَفْعَلُ وهم يُسْألُونَ﴾ [الأنْبِياءِ: ٢٣] وأيْضًا فَفِيهِ ظُهُورُ حالِ الوَلِيِّ مِنَ العَدُّوِ في مَجْمَعِ الخَلائِقِ، فَيَكُونُ لِأحَدِ القَبِيلَيْنِ في ذَلِكَ أعْظَمُ السُّرُورِ ولِلْآخَرِ أعْظَمُ الغَمِّ، ويَكُونُ ذَلِكَ بِمَنزِلَةِ نَشْرِ الصُّحُفِ وغَيْرِهِ. إذا ثَبَتَ هَذا فَنَقُولُ: الدَّلِيلُ عَلى وُجُودِ المَوازِينِ الحَقِيقِيَّةِ أنَّ حَمْلَ هَذا اللَّفْظِ عَلى مُجَرَّدِ العَدْلِ مَجازٌ، وصَرْفُ اللَّفْظِ عَنِ الحَقِيقَةِ إلى المَجازِ مِن غَيْرِ ضَرُورَةٍ غَيْرُ جائِزٍ، لا سِيَّما وقَدْ جاءَتِ الأحادِيثُ الكَثِيرَةُ بِالأسانِيدِ الصَّحِيحَةِ في هَذا البابِ.
المَسْألَةُ الثّالِثَةُ: قالَ قَوْمٌ: إنَّ هَذِهِ الآيَةَ يُناقِضُها قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَلا نُقِيمُ لَهم يَوْمَ القِيامَةِ وزْنًا﴾ [الكَهْفِ: ١٠٥]، والجَوابُ: أنَّهُ لا يُكْرِمُهم ولا يُعَظِّمُهم.
المَسْألَةُ الرّابِعَةُ: إنَّما جَمَعَ المُوازِينَ لِكَثْرَةِ مَن تُوزَنُ أعْمالُهم وهو جَمْعُ تَفْخِيمٍ، ويَجُوزُ أنْ يَرْجِعَ إلى المَوْزُوناتِ.
* * *
أمّا قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ أتَيْنا بِها﴾ فالمَعْنى أنَّهُ لا يُنْقَصُ مِن إحْسانِ مُحْسِنٍ ولا يُزادُ في إساءَةِ مُسِيءٍ، وفِيهِ مَسائِلُ:
المَسْألَةُ الأُولى: قُرِئَ: (مِثْقالُ حَبَّةٍ) عَلى كانَ التّامَّةِ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وإنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ﴾ [البَقَرَةِ: ٢٨٠] وقَرَأ ابْنُ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما (آتَيْنا بِها) وهي مُفاعَلَةٌ مِنَ الإتْيانِ بِمَعْنى المُجازاةِ والمُكافَأةِ لِأنَّهم أتَوْهُ بِالأعْمالِ وأتاهم بِالجَزاءِ، وقَرَأ حُمَيْدٌ: أثَبْنا بِها مِنَ الثَّوابِ، وفي حَرْفِ أُبَيٍّ: جِئْنا بِها.
المَسْألَةُ الثّانِيَةُ: لِمَ أُنِّثَ ضَمِيرُ المِثْقالِ ؟ قُلْنا: لِإضافَتِهِ إلى الحَبَّةِ كَقَوْلِهِمْ ذَهَبَتْ بَعْضُ أصابِعِهِ.
المَسْألَةُ الثّالِثَةُ: زَعَمَ الجُبّائِيُّ أنَّ مَنِ اسْتَحَقَّ مِائَةَ جُزْءٍ مِنَ العِقابِ فَأتى بِطاعَةٍ يَسْتَحِقُّ بِها خَمْسِينَ جُزْءًا مِنَ الثَّوابِ فَهَذا الأقَلُّ يَنْحَبِطُ بِالأكْثَرِ ويَبْقى الأكْثَرُ كَما كانَ. واعْلَمْ أنَّ هَذِهِ الآيَةَ تُبْطِلُ قَوْلَهُ لِأنَّ اللَّهَ تَعالى تَمَدَّحَ بِأنَّ اليَسِيرَ مِنَ الطّاعَةِ لا يَسْقُطُ، ولَوْ كانَ الأمْرُ كَما قالَ الجُبّائِيُّ لَسَقَطَتِ الطّاعَةُ مِن غَيْرِ فائِدَةٍ.
المَسْألَةُ الرّابِعَةُ: قالَتِ المُعْتَزِلَةُ: قَوْلُهُ: ﴿فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا﴾ فِيهِ دَلالَةٌ عَلى أنَّ مِثْلَ ذَلِكَ لَوِ ابْتَدَأهُ اللَّهُ تَعالى لَكانَ قَدْ ظَلَمَ، فَدَلَّ هَذا الوَجْهُ عَلى أنَّهُ تَعالى لا يُعَذِّبُ مَن لا يَسْتَحِقُّ ولا يَفْعَلُ المَضارَّ في الدُّنْيا إلّا لِلْمَنافِعِ والمَصالِحِ. والجَوابُ: الظُّلْمُ هو التَّصَرُّفُ في مِلْكِ الغَيْرِ وذَلِكَ في حَقِّ اللَّهِ تَعالى مُحالٌ لِأنَّهُ المالِكُ المُطْلَقُ، ثُمَّ الَّذِي يَدُلُّ عَلى اسْتِحالَةِ الظُّلْمِ عَلَيْهِ عَقْلًا أنَّ الظُّلْمَ عِنْدَ الخَصْمِ مُسْتَلْزِمٌ لِلْجَهْلِ أوِ الحاجَةِ المُحالَيْنِ عَلى اللَّهِ تَعالى ومُسْتَلْزِمُ المُحالِ مُحالٌ، فالظُّلْمُ عَلى اللَّهِ تَعالى مُحالٌ. وأيْضًا فَإنَّ الظّالِمَ سَفِيهٌ خارِجٌ عَنِ الإلَهِيَّةِ فَلَوْ صَحَّ مِنهُ الظُّلْمُ لَصَحَّ خُرُوجُهُ عَنِ الإلَهِيَّةِ، فَحِينَئِذٍ يَكُونُ كَوْنُهُ إلَهًا مِنَ الجائِزاتِ لا مِنَ الواجِباتِ، وذَلِكَ يَقْدَحُ في إلَهِيَّتِهِ.
المَسْألَةُ الخامِسَةُ: إنْ قِيلَ: الحَبَّةُ أعْظَمُ مِنَ الخَرْدَلَةِ، فَكَيْفَ قالَ: (حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ) ؟ قُلْنا: الوَجْهُ فِيهِ أنْ (p-١٥٤)تَفْرِضَ الخَرْدَلَةَ كالدِّينارِ ثُمَّ تَعْتَبِرَ الحَبَّةَ مِن ذَلِكَ الدِّينارِ، والغَرَضُ المُبالَغَةُ في أنَّ شَيْئًا مِنَ الأعْمالِ صَغِيرًا كانَ أوْ كَبِيرًا غَيْرُ ضائِعٍ عِنْدَ اللَّهِ تَعالى.
أمّا قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وكَفى بِنا حاسِبِينَ﴾ فالغَرَضُ مِنهُ التَّحْذِيرُ فَإنَّ المُحاسِبَ إذا كانَ في العِلْمِ بِحَيْثُ لا يُمْكِنُ أنْ يَشْتَبِهَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وفي القُدْرَةِ بِحَيْثُ لا يَعْجِزُ عَنْ شَيْءٍ، حَقِيقٌ بِالعاقِلِ أنْ يَكُونَ في أشَدِّ الخَوْفِ مِنهُ، ويُرْوى عَنِ الشِّبْلِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعالى أنَّهُ رُئِيَ في المَنامِ فَقِيلَ لَهُ: ما فَعَلَ اللَّهُ بِكَ فَقالَ:
؎حاسَبُونا فَدَقَّقُوا ثُمَّ مَنُّوا فَأعْتَقُوا
{"ayahs_start":45,"ayahs":["قُلۡ إِنَّمَاۤ أُنذِرُكُم بِٱلۡوَحۡیِۚ وَلَا یَسۡمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَاۤءَ إِذَا مَا یُنذَرُونَ","وَلَىِٕن مَّسَّتۡهُمۡ نَفۡحَةࣱ مِّنۡ عَذَابِ رَبِّكَ لَیَقُولُنَّ یَـٰوَیۡلَنَاۤ إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِینَ","وَنَضَعُ ٱلۡمَوَ ٰزِینَ ٱلۡقِسۡطَ لِیَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ فَلَا تُظۡلَمُ نَفۡسࣱ شَیۡـࣰٔاۖ وَإِن كَانَ مِثۡقَالَ حَبَّةࣲ مِّنۡ خَرۡدَلٍ أَتَیۡنَا بِهَاۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَـٰسِبِینَ"],"ayah":"قُلۡ إِنَّمَاۤ أُنذِرُكُم بِٱلۡوَحۡیِۚ وَلَا یَسۡمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَاۤءَ إِذَا مَا یُنذَرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











