الباحث القرآني
النَّوْعُ الثّالِثُ: قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وجَعَلْنا في الأرْضِ رَواسِيَ أنْ تَمِيدَ بِهِمْ﴾ وفِيهِ مَسائِلُ:
المَسْألَةُ الأُولى: أنْ تَمِيدَ بِهِمْ كَراهَةَ أنْ تَمِيدَ بِهِمْ أوْ لِئَلّا تَمِيدَ بِهِمْ، فَحَذَفَ لا واللّامَ الأُولى، وإنَّما جازَ حَذْفُ لا لِعَدَمِ الِالتِباسِ كَما تَرى ذَلِكَ في قَوْلِهِ: ﴿لِئَلّا يَعْلَمَ أهْلُ الكِتابِ﴾ [الحديد: ٢٩] .
المَسْألَةُ الثّانِيَةُ: الرَّواسِي الجِبالُ، والرّاسِي هو الدّاخِلُ في الأرْضِ.
المَسْألَةُ الثّالِثَةُ: قالَ ابْنُ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: إنَّ الأرْضَ بُسِطَتْ عَلى الماءِ فَكانَتْ تَنْكَفِئُ بِأهْلِها كَما تَنْكَفِئُ السَّفِينَةُ، لِأنَّها بُسِطَتْ عَلى الماءِ فَأرْساها اللَّهُ تَعالى بِالجِبالِ الثِّقالِ.
* * *
النَّوْعُ الرّابِعُ: قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وجَعَلْنا فِيها فِجاجًا سُبُلًا لَعَلَّهم يَهْتَدُونَ﴾ وفِيهِ مَسائِلُ:
المَسْألَةُ الأُولى: قالَ صاحِبُ ”الكَشّافِ“: الفَجُّ الطَّرِيقُ الواسِعُ، فَإنْ قُلْتَ في الفِجاجِ مَعْنى الوَصْفِ فَما لَها قُدِّمَتْ عَلى السُّبُلِ ولَمْ تُؤَخَّرْ كَما في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿لِتَسْلُكُوا مِنها سُبُلًا فِجاجًا﴾ [نُوحٍ: ٢٠] قُلْتُ لَمْ تُقَدَّمْ وهي صِفَةٌ، ولَكِنَّها جُعِلَتْ حالًا كَقَوْلِهِ:
؎لِعَزَّةَ مُوحِشًا طَلَلٌ قَدِيمُ
والفَرْقُ مِن جِهَةِ المَعْنى أنَّ قَوْلَهُ سُبُلًا فِجاجًا، إعْلامٌ بِأنَّهُ سُبْحانَهُ جَعَلَ فِيها طُرُقًا واسِعَةً، وأمّا قَوْلُهُ: ﴿فِجاجًا سُبُلًا﴾ فَهو إعْلامٌ بِأنَّهُ سُبْحانَهُ حِينَ خَلَقَها جَعَلَها عَلى تِلْكَ الصِّفَةِ، فَهَذِهِ الآيَةُ بَيانٌ لِما أُبْهِمَ في الآيَةِ الأُولى.
المَسْألَةُ الثّانِيَةُ: في قَوْلِهِ ﴿فِيها﴾ قَوْلانِ: أحَدُهُما: أنَّها عائِدَةٌ إلى الجِبالِ، أيْ وجَعَلْنا في الجِبالِ الَّتِي هي رَواسِي فِجاجًا سُبُلًا، أيْ طُرُقًا واسِعَةً، وهو قَوْلُ مُقاتِلٍ والضَّحّاكِ ورِوايَةُ عَطاءٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: كانَتِ الجِبالُ مُنْضَمَّةً فَلَمّا أغْرَقَ اللَّهُ قَوْمَ نُوحٍ فَرَّقَها فِجاجًا وجَعَلَ فِيها طُرُقًا. الثّانِي: أنَّها عائِدَةٌ إلى الأرْضِ، أيْ وجَعَلْنا في الأرْضِ فِجاجًا وهي المَسالِكُ والطُّرُقُ وهو قَوْلُ الكَلْبِيِّ.
المَسْألَةُ الثّالِثَةُ: قَوْلُهُ: ﴿لَعَلَّهم يَهْتَدُونَ﴾ مَعْناهُ لِكَيْ يَهْتَدُوا إذِ الشَّكُّ لا يَجُوزُ عَلى اللَّهِ تَعالى.
المَسْألَةُ الرّابِعَةُ: في يَهْتَدُونَ قَوْلانِ: الأوَّلُ: لِيَهْتَدُوا إلى البِلادِ. والثّانِي: لِيَهْتَدُوا إلى وحْدانِيَّةِ اللَّهِ تَعالى بِالِاسْتِدْلالِ، قالَتِ المُعْتَزِلَةُ وهَذا التَّأْوِيلُ يَدُلُّ عَلى أنَّهُ تَعالى أرادَ مِن جَمِيعِ المُكَلَّفِينَ الِاهْتِداءَ. والكَلامُ عَلَيْهِ قَدْ تَقَدَّمَ، وفِيهِ قَوْلٌ ثالِثٌ وهو أنَّ الِاهْتِداءَ إلى البِلادِ والِاهْتِداءَ إلى وحْدانِيَّةِ اللَّهِ تَعالى يَشْتَرِكانِ في مَفْهُومٍ واحِدٍ وهو أصْلُ الِاهْتِداءِ فَيُحْمَلُ اللَّفْظُ عَلى ذَلِكَ المُشْتَرِكِ، وحِينَئِذٍ تَكُونُ الآيَةُ مُتَناوِلَةً لِلْأمْرَيْنِ ولا يَلْزَمُ مِنهُ كَوْنُ اللَّفْظِ المُشْتَرِكِ مُسْتَعْمَلًا في مَفْهُومَيْهِ مَعًا.
{"ayah":"وَجَعَلۡنَا فِی ٱلۡأَرۡضِ رَوَ ٰسِیَ أَن تَمِیدَ بِهِمۡ وَجَعَلۡنَا فِیهَا فِجَاجࣰا سُبُلࣰا لَّعَلَّهُمۡ یَهۡتَدُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق