الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولَقَدْ جاءَكم مُوسى بِالبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ العِجْلَ مِن بَعْدِهِ وأنْتُمْ ظالِمُونَ﴾ اعْلَمْ أنَّ تَكْرِيرَ هَذِهِ الآيَةِ يُغْنِي عَنْ تَفْسِيرِها والسَّبَبُ في تَكْرِيرِها أنَّهُ تَعالى لَمّا حَكى طَرِيقَةَ اليَهُودِ في زَمانِ مُحَمَّدٍ ﷺ ووَصَفَهم بِالعِنادِ والتَّكْذِيبِ ومَثَّلَهم بِسَلَفِهِمْ في قَتْلِهِمُ الأنْبِياءَ الَّذِي يُناسِبُ التَّكْذِيبَ لَهم بَلْ يَزِيدُ عَلَيْهِ، أعادَ ذِكْرَ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ وما جاءَ بِهِ مِنَ البَيِّناتِ وأنَّهم مَعَ وُضُوحِ ذَلِكَ أجازُوا أنْ يَتَّخِذُوا العِجْلَ إلَهًا وهو مَعَ ذَلِكَ صابِرٌ ثابِتٌ عَلى الدُّعاءِ إلى رَبِّهِ والتَّمَسُّكِ بِدِينِهِ وشَرْعِهِ فَكَذَلِكَ القَوْلُ في حالِي مَعَكم وإنْ بالَغْتُمْ في التَّكْذِيبِ والإنْكارِ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإذْ أخَذْنا مِيثاقَكم ورَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكم بِقُوَّةٍ واسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وعَصَيْنا وأُشْرِبُوا في قُلُوبِهِمُ العِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكم بِهِ إيمانُكم إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (p-١٧١)اعْلَمْ أنَّ في الإعادَةِ وُجُوهًا: أحَدُها: أنَّ التَّكْرارَ في هَذا وأمْثالِهِ لِلتَّأْكِيدِ وإيجابِ الحُجَّةِ عَلى الخَصْمِ عَلى عادَةِ العَرَبِ. وثانِيها: أنَّهُ إنَّما ذَكَرَ ذَلِكَ مَعَ زِيادَةٍ وهي قَوْلُهُ: ﴿سَمِعْنا وعَصَيْنا﴾ وذَلِكَ يَدُلُّ عَلى نِهايَةِ لَجاجِهِمْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب