الباحث القرآني

(واخْتَلَفُوا) فِي: ﴿وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا أيْنَما﴾ فَقَرَأ ابْنُ كَثِيرٍ وأبُو جَعْفَرٍ وحَمْزَةُ والكِسائِيُّ، وخَلَفٌ بِالغَيْبِ. (واخْتُلِفَ) عَنْ رَوْحٍ، فَرَوى عَنْهُ أبُو الطَيِّبِ كَذَلِكَ بِالغَيْبِ، ورَوى عَنْهُ سائِرُ الرُواةِ بِالخِطابِ كالباقِينَ. وقَدْ رَوى الغَيْبَ أيْضًا العِراقِيُّونَ عَنِ الحُلْوانِيِّ عَنْ هِشامٍ لَكِنَّهُ مِن غَيْرِ طَرِيقِ التَغْلِبِيِّ. (واتَّفَقُوا) عَلى الغَيْبِ في قَوْلِهِ تَعالى: مِن هَذِهِ السُورَةِ ﴿بَلِ اللَهُ يُزَكِّي مَن يَشاءُ ولا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ [النساء: ٤٩] فَلَيْسَ فِيها خِلافٌ مِن طَرِيقٍ مِنَ الطُرُقِ، ولا رِوايَةٍ مِنَ الرِواياتِ لِأجْلِ أنَّ قَوْلَهُ ﴿مَن يَشاءُ﴾ [البقرة: ٢٤٧] لِلْغَيْبِ فَرَدَّ عَلَيْهِ. والعَجَبُ مِنَ الإمامِ الكَبِيرِ أبِي جَعْفَرٍ الطَبَرِيِّ مَعَ جَلالَتِهِ أنَّهُ ذَكَرَ في كِتابِهِ الجامِعِ الخِلافَ فِيهِ دُونَ الثانِي فَجَعَلَ المُجْمَعَ عَلَيْهِ مُخْتَلَفًا فِيهِ والمُخْتَلَفَ فِيهِ مُجْمَعًا عَلَيْهِ وَتَقَدَّمَ اخْتِلافُهم في الوَقْفِ عَلى مالٍ مِن بابِهِ وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ إدْغامِ ﴿بَيَّتَ طائِفَةٌ﴾ [النساء: ٨١] لِأبِي عَمْرٍو وحَمْزَةَ في آخِرِ بابِ الإدْغامِ الكَبِيرِ . (واخْتَلَفُوا) فِي: ﴿مُصَدِّقٌ﴾ [البقرة: ٨٩] (وَ﴿تَصْدِيقَ﴾ [يونس: ٣٧]) و(﴿يَصْدِفُونَ﴾ [الأنعام: ٤٦]) و(﴿فاصْدَعْ﴾ [الحجر: ٩٤]) و(﴿قَصْدُ﴾ [النحل: ٩]) و(﴿يُصْدِرَ﴾ [القصص: ٢٣]) وما أشْبَهَهُ إذا سَكَنَتِ الصادُ وأتى بَعْدَها دالٌ فَقَرَأ حَمْزَةُ والكِسائِيُّ وخَلَفٌ، (p-٢٥١)بِإشْمامِ الصادِ الزايَ، وافَقَهم رُوَيْسٌ في (﴿يُصْدِرَ﴾ [القصص: ٢٣])، وهو في القَصَصِ والزَلْزَلَةِ. واخْتُلِفَ عَنْهُ في غَيْرِهِ، فَرَوى عَنْهُ النَخّاسُ والجَوْهَرِيُّ كَذَلِكَ بِالإشْمامِ جَمِيعَ ذَلِكَ، وبِهِ قَطَعَ ابْنُ مِهْرانَ بِهِ، ورَوى عَنْهُ أبُو الطَيِّبِ وابْنُ مِقْسَمٍ بِالصادِ الخالِصَةِ، وبِهِ قَطَعَ الهُذَلِيُّ وبِذَلِكَ قَرَأ الباقُونَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب