الباحث القرآني

(واخْتَلَفُوا) فِي: ﴿وَلا تُسْألُ عَنْ أصْحابِ﴾ فَقَرَأ نافِعٌ ويَعْقُوبُ بِفَتْحِ التاءِ وجَزْمِ اللامِ عَلى النَهْيِ. وقَرَأ الباقُونَ بِضَمِّ التاءِ والرَفْعِ عَلى الخَبَرِ. (واخْتَلَفُوا) فِي: إبْراهِيمَ في ثَلاثَةٍ وثَلاثِينَ مَوْضِعًا: مِن ذَلِكَ خَمْسَةَ عَشَرَ في هَذِهِ السُورَةِ، وفي النِساءِ ثَلاثَةُ مَواضِعَ، وهي الأخِيرَةُ. ﴿مِلَّةَ إبْراهِيمَ حَنِيفًا﴾ [البقرة: ١٣٥]، ﴿واتَّخَذَ اللَهُ إبْراهِيمَ خَلِيلًا﴾ [النساء: ١٢٥]، ﴿وَأوْحَيْنا إلى إبْراهِيمَ﴾ [النساء: ١٦٣]، وفي الأنْعامِ مَوْضِعٌ، وهو الأخِيرُ. ﴿مِلَّةَ إبْراهِيمَ حَنِيفًا﴾ [البقرة: ١٣٥]، وفي التَوْبَةِ مَوْضِعانِ، وهُما الأخِيرانِ. ﴿وَما كانَ اسْتِغْفارُ إبْراهِيمَ لِأبِيهِ﴾ [التوبة: ١١٤]، و﴿إنَّ إبْراهِيمَ لَأوّاهٌ﴾ [التوبة: ١١٤]، وفي إبْراهِيمَ مَوْضِعٌ ﴿وَإذْ قالَ إبْراهِيمُ﴾ [البقرة: ١٢٦]، وفي النَحْلِ مَوْضِعانِ ﴿إنَّ إبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً﴾ [النحل: ١٢٠]، و﴿مِلَّةَ إبْراهِيمَ حَنِيفًا﴾ [البقرة: ١٣٥]، وفي مَرْيَمَ ثَلاثُ مَواضِعَ ﴿فِي الكِتابِ إبْراهِيمَ﴾ [مريم: ٤١]، و﴿عَنْ آلِهَتِي ياإبْراهِيمُ﴾ [مريم: ٤٦]، ﴿وَمِن ذُرِّيَّةِ إبْراهِيمَ﴾ [مريم: ٥٨]، وفي العَنْكَبُوتِ مَوْضِعٌ، وهو الأخِيرُ ﴿وَلَمّا جاءَتْ رُسُلُنا إبْراهِيمَ﴾ [العنكبوت: ٣١]، وفي الشُورى مَوْضِعٌ. ﴿وَما وصَّيْنا بِهِ إبْراهِيمَ﴾ [الشورى: ١٣]، وفي الذارِياتِ مَوْضِعٌ ﴿حَدِيثُ ضَيْفِ إبْراهِيمَ﴾ [الذاريات: ٢٤]، وفي النَجْمِ مَوْضِعٌ ﴿وَإبْراهِيمَ الَّذِي وفّى﴾ [النجم: ٣٧]، وفي الحَدِيدِ مَوْضِعٌ ﴿نُوحًا وإبْراهِيمَ﴾ [الحديد: ٢٦]، وفي المُمْتَحَنَةِ مَوْضِعٌ، وهو الأوَّلُ ﴿أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ في إبْراهِيمَ﴾ [الممتحنة: ٤]. فَرَوى هِشامٌ مِن جَمِيعِ طُرُقِهِ إبْراهامَ بِألِفٍ في المَواضِعِ المَذْكُورَةِ، واخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ ذَكْوانَ، فَرَوى النَقّاشُ عَنِ الأخْفَشِ عَنْهُ بِالياءِ كالجَماعَةِ، وبِهِ قَرَأ الدانِيُّ عَلى شَيْخِهِ أبِي القاسِمِ الفارِسِيِّ عَنْهُ فَعَنْهُ، وعَلى أبِي الفَتْحِ فارِسٍ عَنْ قِراءَتِهِ في جَمِيعِ الطُرُقِ عَنِ الأخْفَشِ، وكَذَلِكَ رَوى المُطَّوِّعِيُّ عَنِ الصُورِيِّ عَنْهُ، ورَوى الرَمْلِيُّ عَنِ الصُورِيِّ عَنِ ابْنِ ذَكْوانَ بِالألِفِ فِيها كَهِشامٍ. وكَذَلِكَ رَوى أكْثَرُ العِراقِيِّينَ عَنْ غَيْرِ النَقّاشِ عَنِ الأخْفَشِ. وفَصَّلَ بَعْضُهم عَنْهُ، فَرَوى الألِفَ في البَقَرَةِ خاصَّةً والياءَ في غَيْرِها، وهي رِوايَةُ المَغارِبَةِ قاطِبَةً وبَعْضِ المَشارِقَةِ عَنِ ابْنِ الأخْرَمِ عَنِ الأخْفَشِ، وبِذَلِكَ قَرَأ الدانِيُّ عَلى شَيْخِنا أبِي الحَسَنِ في أحَدِ الوَجْهَيْنِ عَنِ ابْنِ الأخْرَمِ، وهو الَّذِي لَمْ يَذْكُرِ الأُسْتاذُ أبُو العَبّاسِ المَهْدَوِيُّ في هِدايَتِهِ غَيْرَهُ. وَوَجْهُ خُصُوصِيَّةِ هَذِهِ المَواضِعِ أنَّها كُتِبَتْ في المَصاحِفِ الشامِيَّةِ بِحَذْفِ الياءِ مِنها خاصَّةً، وكَذَلِكَ رَأيْتُها (p-٢٢٢)فِي المُصْحَفِ المَدَنِيِّ وكُتِبَتْ في بَعْضِها في سُورَةِ البَقَرَةِ خاصَّةً، وهو لُغَةٌ فاشِيَةٌ لِلْعَرَبِ، وفِيهِ لُغاتٌ أُخْرى قُرِئَ بِبَعْضِها، وبِها قَرَأ عاصِمٌ الجَحْدَرِيُّ، وغَيْرُهُ، ورَوى عَبّاسُ بْنُ الوَلِيدِ، وغَيْرُهُ عَنِ ابْنِ عامِرٍ الألِفَ في جَمِيعِ القُرْآنِ، وانْفَرَدَ ابْنُ مِهْرانَ فَزادَ عَلى هَذِهِ الثَلاثَةِ والثَلاثِينَ مَوْضِعًا ما في سُورَةِ آلِ عِمْرانَ الأعْلى فَوَهِمَ في ذَلِكَ - واللَهُ أعْلَمُ -.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب