الباحث القرآني

﴿وَلَئِنْ سَألْتَهم لَيَقُولُنَّ إنَّما كُنّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ﴾ «بَيْنا رَسُولُ اللهِ ﷺ يَسِيرُ في غَزْوَةِ تَبُوكَ، ورَكْبٌ مِنَ المُنافِقِينَ يَسِيرُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقالُوا: انْظُرُوا إلى هَذا الرَجُلِ يُرِيدُ أنْ يَفْتَحَ قُصُورَ الشامِ وحُصُونَها، هَيْهاتَ هَيْهاتَ! فَأطْلَعَ اللهُ نَبِيَّهُ عَلى ذَلِكَ. فَقالَ: "احْبِسُوا عَلَيَّ الرَكْبَ" فَأتاهُمْ، فَقالَ: "قُلْتُمْ كَذا وكَذا" فَقالُوا: يا نَّبِيَّ اللهِ، لا واللهِ ما كُنّا في شَيْءٍ مِن أمْرِكَ، ولا مِن أمْرِ أصْحابِكَ، ولَكِنْ كُنّا في شَيْءٍ مِمّا يَخُوضُ فِيهِ الرَكْبُ لِيُقَصِّرَ بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ السَفَرَ، » أيْ: ﴿وَلَئِنْ سَألْتَهُمْ﴾ وقُلْتَ لَهُمْ: لِمَ قُلْتُمْ ذَلِكَ؟ لَقالُوا: ﴿إنَّما كُنّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ﴾ ﴿قُلْ﴾ يا مُحَمَّدُ، ﴿أبِاللهِ وآياتِهِ ورَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾ لَمْ يَعْبَأْ بِاعْتِذارِهِمْ، لِأنَّهم كانُوا كاذِبِينَ فِيهِ، فَجُعِلُوا كَأنَّهم مُعْتَرِفُونَ بِاسْتِهْزائِهِمْ، وبِأنَّهُ مَوْجُودٌ فِيهِمْ، حَتّى وُبِّخُوا بِإخْطائِهِمْ مَوْقِعَ الِاسْتِهْزاءِ، حَيْثُ جَعَلَ المُسْتَهْزَأ بِهِ يَلِي حَرْفَ التَقْرِيرِ، وذَلِكَ إنَّما يَسْتَقِيمُ بَعْدَ ثُبُوتِ الِاسْتِهْزاءِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب