الباحث القرآني

﴿لا تَقُمْ فِيهِ أبَدًا﴾ لِلصَّلاةِ ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلى التَقْوى﴾ اللامُ لِلِابْتِداءِ، و"أُسِّسَ" نَعْتٌ لَهُ، وهو مَسْجِدُ قُباءَ، أسَّسَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ، وصَلّى (p-٧١٠)فِيهِ أيّامَ مَقامِهِ بِقُباءَ، أوْ مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ ﷺ بِالمَدِينَةِ ﴿مِن أوَّلِ يَوْمٍ﴾ مِن أيّامِ وُجُودِهِ، قِيلَ: القِياسُ فِيهِ "مُذْ"، لِأنَّهُ الغايَةُ في الزَمانِ، و"مِن" لِابْتِداءِ الغايَةِ في المَكانِ، والجَوابُ: أنَّ "مِن" عامٌّ في الزَمانِ والمَكانِ ﴿أحَقُّ أنْ تَقُومَ فِيهِ﴾ مُصَلِّيًا ﴿فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أنْ يَتَطَهَّرُوا واللهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرِينَ﴾ قِيلَ: «لَمّا نَزَلَتْ مَشى رَسُولُ اللهِ ﷺ، ومَعَهُ المُهاجِرُونَ، حَتّى وقَفُوا عَلى بابِ مَسْجِدِ قُباءَ، فَإذا الأنْصارُ جُلُوسٌ، فَقالَ: "أمُؤْمِنُونَ أنْتُمْ"؟ فَسَكَتَ القَوْمُ. ثُمَّ أعادَها فَقالَ عُمَرُ: يا رَسُولَ اللهِ، إنَّهم لَمُؤْمِنُونَ، وأنا مَعَهم. فَقالَ ﷺ: "أتَرْضَوْنَ بِالقَضاءِ؟". قالُوا: نَعَمْ، قالَ: "أتَصْبِرُونَ عَلى البَلاءِ؟" قالُوا: نَعَمْ. قالَ: "أتَشْكُرُونَ في الرَخاءِ؟" قالُوا: نَعَمْ. قالَ ﷺ: "مُؤْمِنُونَ أنْتُمْ ورَبِّ الكَعْبَةِ". فَجَلَسَ، ثُمَّ قالَ: "يا مَعْشَرَ الأنْصارِ، إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ قَدْ أثْنى عَلَيْكُمْ، فَما الَّذِي تَصْنَعُونَ عِنْدَ الوُضُوءِ وعِنْدَ الغائِطِ؟" قالُوا: يا رَسُولَ اللهِ، نُتْبِعُ الغائِطَ الأحْجارَ الثَلاثَةَ، ثُمَّ نُتْبِعُ الأحْجارَ الماءَ، فَتَلا النَبِيُّ ﷺ: ﴿رِجالٌ يُحِبُّونَ أنْ يَتَطَهَّرُوا﴾ » قِيلَ: هو عامٌّ في التَطَهُّرِ عَنِ النَجاساتِ كُلِّها، وقِيلَ: هو التَطَهُّرُ مِنَ الذُنُوبِ بِالتَوْبَةِ، ومَعْنى مَحَبَّتِهِمْ لِلتَّطَهُّرِ: أنَّهم يُؤْثِرُونَهُ، ويَحْرِصُونَ عَلَيْهِ حِرْصَ المُحِبِّ لِلشَّيْءِ. ومَعْنى مَحَبَّةِ اللهِ إيّاهُمْ: أنَّهُ يَرْضى عَنْهُمْ، ويُحْسِنُ إلَيْهِمْ كَما يَفْعَلُ المُحِبِّ بِمَحْبُوبِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب