الباحث القرآني

﴿وَما أدْراكَ ما سِجِّينٌ﴾ ﴿كِتابٌ مَرْقُومٌ﴾، فَإنْ قُلْتَ: قَدْ أخْبَرَ اللهُ (تَعالى) عَنْ كِتابِ الفُجّارِ بِأنَّهُ في سِجِّينٍ، وفَسَّرَ سِجِّينًا بِـ "كِتابٌ مَرْقُومٌ"، فَكَأنَّهُ قِيلَ: إنَّ كِتابَهم في كِتابٍ مَرْقُومٍ، فَما مَعْناهُ؟ قُلْتُ: "سِجِّينٌ"، كِتابٌ جامِعٌ، هو دِيوانُ الشَرِّ، دَوَّنَ اللهُ فِيهِ أعْمالَ الشَياطِينِ والكَفَرَةِ، مِنَ الجِنِّ، والإنْسِ، وهو كِتابٌ مَرْقُومٌ، مَسْطُورٌ، بَيِّنُ الكِتابَةِ، أوْ مُعْلَمٌ، يَعْلَمُ مَن رَآهُ أنَّهُ لا خَيْرَ فِيهِ، مِن "رَقْمُ الثِيابَ"، عَلامَتُها، والمَعْنى: أنَّ ما كُتِبَ مِن أعْمالِ الفُجّارِ مُثْبَتٌ في ذَلِكَ الدِيوانِ، وسُمِّيَ "سِجِّينًا"، "فِعِّيلًا"، مِن "اَلسَّجْنُ"، وهو الحَبْسُ والتَضْيِيقُ، لِأنَّهُ سَبَبُ الحَبْسِ والتَضْيِيقِ في جَهَنَّمَ، أوْ لِأنَّهُ مَطْرُوحٌ تَحْتَ الأرْضِ السابِعَةِ في مَكانٍ وحْشٍ مُظْلِمٍ، وهو مَسْكَنُ إبْلِيسَ وذُرِّيَّتِهِ، وهو اسْمٌ عَلَمٌ، مَنقُولٌ مِن وصْفٍ، كَـ "حاتِمٌ"، مُنْصَرِفٌ لِوُجُودِ سَبَبٍ واحِدٍ، وهو العَلَمِيَّةُ فَحَسْبُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب