﴿وَنادى أصْحابُ النارِ أصْحابَ الجَنَّةِ أنْ أفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الماءِ﴾ "أنْ" مُفَسِّرَةٌ، وفِيهِ دَلِيلٌ عَلى أنَّ الجَنَّةَ فَوْقَ النارِ ﴿أوْ مِمّا رَزَقَكُمُ اللهُ﴾ مِن غَيْرِهِ مِنَ الأشْرِبَةِ لِدُخُولِهِ في حُكْمِ الإفاضَةِ، أوْ أُرِيدَ "أوْ" ألْقُوا عَلَيْنا ﴿مِمّا رَزَقَكُمُ اللهُ﴾ مِنَ الطَعامِ والفاكِهَةِ، كَقَوْلِهِ:
عَلَفْتُها تِبْنًا وماءً بارِدًا
أيْ: وسَقَيْتُها، وإنَّما سَألُوا ذَلِكَ مَعَ يَأْسِهِمْ عَنِ الإجابَةِ، لِأنَّ المُتَحَيِّرَ يَنْطِقُ بِما يُفِيدُ، وبِما لا يُفِيدُ.
﴿قالُوا إنَّ اللهَ حَرَّمَهُما عَلى الكافِرِينَ﴾ هو تَحْرِيمُ مَنعٍ، كَما في ﴿وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ المَراضِعَ﴾ [القَصَصُ: ١٢]. وتَقِفُ هُنا إنْ رَفَعَتْ أوْ نَصَبَتْ ما بَعْدَهُ ذَمًّا، وإنْ جَرَرْتَهُ وصْفًا لِلْكافِرِينَ فَلا.
(p-٥٧٢)
{"ayah":"وَنَادَىٰۤ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِ أَصۡحَـٰبَ ٱلۡجَنَّةِ أَنۡ أَفِیضُوا۟ عَلَیۡنَا مِنَ ٱلۡمَاۤءِ أَوۡ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُۚ قَالُوۤا۟ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِینَ"}