الباحث القرآني

﴿وَلا تَأْكُلُوا مِمّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ﴾ عِنْدَ الذَبْحِ، ﴿وَإنَّهُ﴾ وإنَّ أكْلَهُ ﴿لَفِسْقٌ وإنَّ الشَياطِينَ لَيُوحُونَ﴾ لَيُوَسْوِسُونَ ﴿إلى أوْلِيائِهِمْ﴾ مِنَ المُشْرِكِينَ ﴿لِيُجادِلُوكُمْ﴾ بِقَوْلِهِمْ: لا تَأْكُلُونَ مِمّا قَتَلَهُ اللهُ، وتَأْكُلُونَ مِمّا تَذْبَحُونَ بِأيْدِيكُمْ! والآيَةُ تُحَرِّمُ مَتْرُوكَ التَسْمِيَةِ، وخُصَّتْ حالَةُ النِسْيانِ بِالحَدِيثِ، أوْ يُجْعَلُ الناسِي ذاكِرًا تَقْدِيرًا. ﴿وَإنْ أطَعْتُمُوهُمْ﴾ في اسْتِحْلالِ ما حَرَّمَهُ اللهُ ﴿إنَّكم لَمُشْرِكُونَ﴾ لِأنَّ مَنِ اتَّبَعَ غَيْرَ اللهِ في دِينِهِ فَقَدْ أشْرَكَ بِهِ، ومِن حَقِّ المُتَدَيِّنِ ألّا يَأْكُلَ مِمّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ (p-٥٣٤)اللهِ عَلَيْهِ، لِما في الآيَةِ مِنَ التَشْدِيدِ العَظِيمِ، ومِن أوَّلِ الآيَةِ بِالمَيْتَةِ، وبِما ذُكِرَ غَيْرُ اسْمِ اللهِ عَلَيْهِ، لِقَوْلِهِ: ﴿أوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ﴾ [الأنْعامُ: ١٤٥]. وقالَ: إنَّ الواوَ في ﴿وَإنَّهُ لَفِسْقٌ﴾ لِلْحالِ، لِأنَّ عَطْفَ الجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ عَلى الفِعْلِيَّةِ لا يَحْسُنُ، فَيَكُونُ التَقْدِيرُ: ولا تَأْكُلُوا مِنهُ حالَ كَوْنِهِ فِسْقًا، والفِسْقُ مُجْمَلٌ، فَبَيَّنَ بِقَوْلِهِ: ﴿أوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ﴾ [الأنْعامُ: ١٤٥]. فَصارَ التَقْدِيرُ: ولا تَأْكُلُوا مِنهُ حالَ كَوْنِهِ مُهَلًّا لِغَيْرِ اللهِ بِهِ، فَيَكُونُ ما سِواهُ حَلالًا بِالعُمُوماتِ المُحِلَّةِ، مِنها قَوْلُهُ: ﴿قُلْ لا أجِدُ﴾ الآيَةُ [الأنْعامُ: ١٤٥]، فَقَدْ عَدَلَ عَنْ ظاهِرِ اللَفْظِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب