الباحث القرآني

﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا﴾ وكَما جَعَلْنا لَكَ أعْداءً مِنَ المُشْرِكِينَ، جَعَلْنا لِمَن تَقَدَّمَكَ مِنَ الأنْبِياءِ أعْداءً، لِما فِيهِ مِنَ الِابْتِلاءِ الَّذِي هو سَبَبُ ظُهُورِ الثَباتِ، والصَبْرِ، وكَثْرَةِ الثَوابِ والأجْرِ، وانْتَصَبَ ﴿شَياطِينَ الإنْسِ والجِنِّ﴾ عَلى البَدَلِ مِن "عَدُوًّا" أوْ عَلى أنَّهُ مِنَ المَفْعُولِ الأوَّلِ، و"عَدُوًّا" مَفْعُولٌ ثانٍ (p-٥٣١)﴿يُوحِي بَعْضُهم إلى بَعْضٍ﴾ يُوَسْوِسُ شَياطِينُ الجِنِّ إلى شَياطِينِ الإنْسِ، وكَذَلِكَ بَعْضُ الجِنِّ إلى بَعْضٍ، وبَعْضُ الإنْسِ إلى بَعْضٍ. وعَنْ مالِكِ بْنِ دِينارٍ: إنَّ شَيْطانَ الإنْسِ أشَدُّ عَلَيَّ مِن شَيْطانِ الجِنِّ، لِأنِّي إذا تَعَوَّذْتُ بِاللهِ ذَهَبَ شَيْطانُ الجِنِّ عَنِّي، وشَيْطانُ الإنْسِ يَجِيئُنِي، فَيَجُرُّنِي إلى المَعاصِي عِيانًا، وقالَ ﷺ: « "قُرَناءُ السُوءِ شَرٌّ مِن شَياطِينِ الجِنِّ". »﴿زُخْرُفَ القَوْلِ﴾ ما زَيَّنُوهُ مِنَ القَوْلِ، والوَسْوَسَةِ، والإغْراءِ عَلى المَعاصِي ﴿غُرُورًا﴾ خِداعًا وأخْذًا عَلى غِرَّةٍ، وهو مَفْعُولٌ لَهُ ﴿وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ﴾ أيِ: الإيحاءَ، يَعْنِي: ولَوْ شاءَ اللهُ لَمَنَعَ الشَياطِينَ مِنَ الوَسْوَسَةِ، ولَكِنَّهُ امْتَحَنَ بِما يَعْلَمُ أنَّهُ أجْزَلُ في الثَوابِ﴿فَذَرْهم وما يَفْتَرُونَ﴾ عَلَيْكَ وعَلى اللهِ، فَإنَّ اللهَ يُخْزِيهِمْ، ويَنْصُرُكَ، ويَجْزِيهِمْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب