﴿فَلا أُقْسِمُ﴾ أيْ: "فَأُقْسِمُ"، و"لا"، مَزِيدَةٌ، مُؤَكِّدَةٌ، مِثْلُها في قَوْلِهِ: ﴿لِئَلا يَعْلَمَ أهْلُ الكِتابِ﴾ [الحديد: ٢٩]، وقُرِئَ: "فَلَأُقْسِمُ"، ومَعْناهُ: "فَلَأنا أُقْسِمُ"، اَللّامُ لامُ الِابْتِداءِ، دَخَلَتْ عَلى جُمْلَةٍ مِن مُبْتَدَإٍ وخَبَرٍ، وهِيَ: "أنا أُقْسِمُ"، ثُمَّ حُذِفَ المُبْتَدَأُ، ولا يَصِحُّ أنْ تَكُونَ اللامُ لامَ القَسَمِ، لِأنَّ حَقَّها أنْ تُقْرَنَ بِها النُونُ المُؤَكِّدَةُ،
﴿بِمَواقِعِ النُجُومِ﴾، بِمَساقِطِها، ومَغارِبِها، "بِمَوْقِعِ"، "حَمْزَةُ (p-٤٢٩)وَعَلِيٌّ"، ولَعَلَّ لِلَّهِ (تَعالى) في آخِرِ اللَيْلِ، إذا انْحَطَّتِ النُجُومُ إلى المَغْرِبِ، أفْعالًا مَخْصُوصَةً عَظِيمَةً، أوْ لِلْمَلائِكَةِ عِباداتٍ مَوْصُوفَةٍ، أوْ لِأنَّهُ وقْتُ قِيامِ المُتَهَجِّدِينَ، ونُزُولِ الرَحْمَةِ والرِضْوانِ عَلَيْهِمْ، فَلِذَلِكَ أقْسَمَ بِمَواقِعِها، واسْتَعْظَمَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ:
{"ayah":"۞ فَلَاۤ أُقۡسِمُ بِمَوَ ٰقِعِ ٱلنُّجُومِ"}