الباحث القرآني

﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالقِسْطِ﴾ بِالعَدْلِ ﴿وَلا يَجْرِمَنَّكم شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى ألا تَعْدِلُوا﴾ عُدِّيَ "يَجْرِمَنَّكُمْ" بِحَرْفِ الِاسْتِعْلاءِ مُضَمَّنًا مَعْنى فِعْلٍ يَتَعَدّى بِهِ، كَأنَّهُ قِيلَ: ولا يَحْمِلَنَّكم بُغْضُ قَوْمٍ عَلى تَرْكِ العَدْلِ فِيهِمْ. ﴿اعْدِلُوا هو أقْرَبُ لِلتَّقْوى﴾ أيِ: العَدْلُ أقْرَبُ إلى التَقْوى. نَهاهم أوَّلًا أنْ تَحْمِلَهُمُ البَغْضاءُ عَلى تَرْكِ العَدْلِ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ، فَصَرَّحَ لَهم بِالأمْرِ بِالعَدْلِ تَأْكِيدًا وتَشْدِيدًا، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ فَذَكَرَ لَهم وجْهَ الأمْرِ بِالعَدْلِ، وهو قَوْلُهُ تَعالى: ﴿هُوَ أقْرَبُ لِلتَّقْوى﴾ وإذا كانَ وُجُوبُ العَدْلِ مَعَ الكُفّارِ بِهَذِهِ الصِفَةِ مِنَ القُوَّةِ، فَما الظَنُّ بِوُجُوبِهِ مَعَ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ هم أوْلِياؤُهُ؟! ﴿واتَّقُوا اللهَ﴾ فِيما أمَرَ ونَهى ﴿إنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ﴾ وعْدٌ ووَعِيدٌ، ولِذا ذَكَرَ بَعْدَها آيَةَ الوَعْدِ، وهو قَوْلُهُ تَعالى:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب