الباحث القرآني

﴿إنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ﴾ أيْ: بَيْعَةَ الرِضْوانِ، ولَمّا قالَ: ﴿إنَّما يُبايِعُونَ اللهَ﴾، أكَّدَهُ تَأْكِيدًا عَلى طَرِيقَةِ التَخْيِيلِ، فَقالَ ﴿يَدُ اللهِ فَوْقَ أيْدِيهِمْ﴾، يُرِيدُ أنَّ يَدَ (p-٣٣٦)رَسُولِ اللهِ ﷺ، الَّتِي تَعْلُو أيْدِي المُبايِعِينَ، هي يَدُ اللهِ، واللهُ مُنَزَّهٌ عَنِ الجَوارِحِ، وعَنْ صِفاتِ الأجْسامِ، وإنَّما المَعْنى تَقْرِيرُ أنَّ عَقْدَ المِيثاقِ مَعَ الرَسُولِ كَعَقْدِهِ مَعَ اللهِ، مِن غَيْرِ تَفاوُتٍ بَيْنَهُما، كَقَوْلِهِ: ﴿مَن يُطِعِ الرَسُولَ فَقَدْ أطاعَ اللهَ﴾ [النساء: ٨٠]، و"إنَّما يُبايِعُونَ اللهَ"، خَبَرُ "إنَّ"، ﴿فَمَن نَكَثَ﴾، نَقَضَ العَهْدَ، ولَمْ يَفِ بِالبَيْعَةِ، ﴿فَإنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ﴾، فَلا يَعُودُ ضَرَرُ نَكْثِهِ إلّا عَلَيْهِ، «قالَ جابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: بايَعْنا رَسُولَ اللهِ ﷺ تَحْتَ الشَجَرَةِ، عَلى المَوْتِ، وعَلى ألّا نَفِرَّ، فَما نَكَثَ أحَدٌ مِنّا البَيْعَةَ إلّا جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، وكانَ مُنافِقًا، اخْتَبَأ تَحْتَ بَطْنِ بَعِيرِهِ، ولَمْ يَسِرْ مَعَ القَوْمِ، »﴿وَمَن أوْفى بِما عاهَدَ﴾، يُقالُ: "وَفَيْتُ بِالعَهْدِ"، و"أوْفَيْتُ بِهِ"، ومِنهُ قَوْلُهُ: ﴿أوْفُوا بِالعُقُودِ﴾ [المائدة: ١] ﴿والمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ﴾ [البقرة: ١٧٧] ﴿عَلَيْهُ اللهَ﴾ "حَفْصٌ"، ﴿فَسَيُؤْتِيهِ﴾، وبِالنُونِ "حِجازِيٌّ وشامِيٌّ"، ﴿أجْرًا عَظِيمًا﴾، اَلْجَنَّةَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب