الباحث القرآني

﴿أفْتَرى عَلى اللهِ كَذِبًا﴾، أهُوَ مُفْتَرٍ عَلى اللهِ كَذِبًا فِيما يُنْسَبُ إلَيْهِ مِن ذَلِكَ؟! والهَمْزَةُ لِلِاسْتِفْهامِ، وهَمْزَةُ الوَصْلِ حُذِفَتِ اسْتِغْناءً عَنْها، ﴿أمْ بِهِ جِنَّةٌ﴾، جُنُونٌ، يُوهِمُهُ ذَلِكَ، ويُلْقِيهِ عَلى لِسانِهِ، ﴿بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ في العَذابِ والضَلالِ البَعِيدِ﴾، ثُمَّ قالَ - سُبْحانَهُ وتَعالى -: لَيْسَ مُحَمَّدٌ مِنَ الِافْتِراءِ والجُنُونِ في شَيْءٍ، وهو مُبَرَّأٌ مِنهُما، بَلْ هَؤُلاءِ القائِلُونَ الكافِرُونَ بِالبَعْثِ، واقِعُونَ في عَذابِ النارِ، وفِيما يُؤَدِّيهِمْ إلَيْهِ مِنَ الضَلالِ عَنِ الحَقِّ، وهم غافِلُونَ عَنْ ذَلِكَ، وذَلِكَ أجَنُّ الجُنُونِ، جُعِلَ وُقُوعُهم في العَذابِ رَسِيلًا لِوُقُوعِهِمْ في الضَلالِ، كَأنَّهُما كائِنانِ في وقْتٍ واحِدٍ، لِأنَّ الضَلالَ لَمّا كانَ العَذابُ مِن لَوازِمِهِ جُعِلا كَأنَّهُما مُقْتَرِنانِ، ووَصَفَ الضَلالَ بِـ "اَلْبَعِيدِ"، مِنَ الإسْنادِ المَجازِيِّ، لِأنَّ البَعِيدَ صِفَةُ الضالِّ إذا بَعُدَ عَنِ الجادَّةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب