الباحث القرآني

(p-٥١)سُورَةُ "سَبَإٍ" بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَحِيمِ ﴿الحَمْدُ﴾، إنْ أُجْرِيَ عَلى المَعْهُودِ فَهو بِما حَمِدَ بِهِ نَفْسَهُ مَحْمُودٌ، وإنْ أُجْرِيَ عَلى الِاسْتِغْراقِ، فَلَهُ لِجُلِّ المَحامِدِ الِاسْتِحْقاقِ، ﴿لِلَّهِ﴾، بِلامِ التَمْلِيكِ، لِأنَّهُ خالِقُ ناطِقِ الحَمْدِ أصْلًا، فَكانَ بِمِلْكِهِ مالِكَ الحَمْدِ، لِلتَّحْمِيدِ أهْلًا، ﴿الَّذِي لَهُ ما في السَماواتِ وما في الأرْضِ﴾، خَلْقًا ومِلْكًا وقَهْرًا، فَكانَ حَقِيقًا بِأنْ يُحْمَدَ سِرًّا وجَهْرًا، ﴿وَلَهُ الحَمْدُ في الآخِرَةِ﴾، كَما هو لَهُ في الدُنْيا، إذِ النِعَمُ في الدارَيْنِ مِنَ المَوْلى، غَيْرَ أنَّ الحَمْدَ هُنا واجِبٌ، لِأنَّ الدُنْيا دارُ تَكْلِيفٍ، وثَمَّ لا، لِعَدَمِ التَكْلِيفِ، وإنَّما يَحْمَدُ أهْلُ الجَنَّةِ سُرُورًا بِالنَعِيمِ، وتَلَذُّذًا بِما نالُوا مِنَ الأجْرِ العَظِيمِ، بِقَوْلِهِمْ: "اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وعْدُهُ، الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أذْهَبُ عَنّا الحَزَنَ"، ﴿وَهُوَ الحَكِيمُ﴾، بِتَدْبِيرِ ما في السَماءِ والأرْضِ، ﴿الخَبِيرُ﴾، بِضَمِيرِ مَن يَحْمَدُهُ لِيَوْمِ الجَزاءِ، والعَرْضِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب