الباحث القرآني

﴿إنَّ الَّذِينَ جاءُوا بِالإفْكِ﴾ هو أبْلَغُ ما يَكُونُ مِنَ الكَذِبِ والِافْتِراءِ وأصْلُهُ الأفْكُ وهو القَلْبُ، لِأنَّهُ قَوْلٌ مَأْفُوكٌ عَنْ وجْهِهِ والمُرادُ: ما أُفِكَ بِهِ عَلى عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها «قالَتْ عائِشَةُ فَقُدْتُ عِقْدًا في غَزْوَةِ بَنِي المُصْطَلَقِ فَتَخَلَّفْتُ ولَمْ يُعْرَفْ خُلُوُّ الهَوْدَجِ لِخِفَّتِي فَلَمّا ارْتَحَلُوا أناخَ لِي صَفْوانُ بْنُ المُعَطِّلِ بِعِيرَهُ وساقَهُ حَتّى أتاهم بَعْدَ ما نَزَلُوا فَهَلَكَ فِيَّ مَن هَلَكَ فاعْتَلَلْتُ شَهْرًا وكانَ عَلَيْهِ الصَلاةُ والسَلامُ يَسْألُ كَيْفَ أنْتِ؟ ولا أرى مِنهُ لُطْفًا كُنْتُ أراهُ حَتّى عَثَرَتْ خالَةُ أبِي - أمُّ مِسْطَحٍ- فَقالَتْ تَعِسَ مِسْطَحٌ فَأنْكَرْتُ عَلَيْها فَأخْبَرَتْنِي بِالإفْكِ، فَلَمّا سَمِعْتُ ازْدَدْتُ مَرَضًا وبِتُّ عِنْدَ أبَوَيَّ لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وما أكْتَحِلُ بِنَوْمٍ وهُما يَظُنّانِ أنَّ الدَمْعَ فالِقٌ كَبِدِي حَتّى قالَ عَلَيْهِ الصَلاةُ والسَلامُ:" أبْشِرِي يا حُمَيْراءُ فَقَدْ أنْزَلَ اللهُ بَراءَتَكِ" فَقُلْتُ بِحَمْدِ اللهِ لا بِحَمْدِكَ »﴿عُصْبَةٌ﴾ جَماعَةٌ مِنَ العَشْرَةِ إلى الأرْبَعِينَ واعْصَوْصَبُوا اجْتَمَعُوا وهم عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ رَأْسُ النِفاقِ وزَيْدُ بْنُ رِفاعَةَ وحَسّانُ بْنُ ثابِتٍ ومِسْطَحُ بْنُ أُثاثَةَ وحِمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ ومَن ساعَدَهم ﴿مِنكُمْ﴾ مِن جَماعَةِ المُسْلِمِينَ وهم ظَنُّوا أنَّ الإفْكَ وقَعَ مِنَ الكُفّارِ دُونَ مَن كانَ مِنَ المُؤْمِنِينَ ﴿لا تَحْسَبُوهُ﴾ أيِ الإفْكَ ﴿شَرًّا لَكُمْ﴾ عِنْدَ اللهِ ﴿بَلْ هو خَيْرٌ لَكُمْ﴾، لِأنَّ اللهَ أثابَكم عَلَيْهِ وأنْزَلَ في البَراءَةِ مِنهُ ثَمانِيَ عَشْرَةَ آيَةً والخِطابُ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ وأبِي بَكْرٍ وعائِشَةَ وصَفْوانَ ومَن ساءَهُ ذَلِكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنهم ما اكْتَسَبَ مِنَ الإثْمِ﴾ أيْ: عَلى كُلِّ امْرِئٍ مِنَ العُصْبَةِ جَزاءُ إثْمِهِ عَلى مِقْدارِ خَوْضِهِ فِيهِ وكانَ بَعْضُهم ضَحِكَ وبَعْضُهم تَكَلَّمَ فِيهِ وبَعْضُهم سَكَتَ ﴿والَّذِي تَوَلّى كِبْرَهُ﴾ أيْ: عِظَمَهُ (p-٤٩٢)عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ﴿مِنهُمْ﴾ أيْ: مِنَ العُصْبَةِ ﴿لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ﴾ أيْ: جَهَنَّمُ، يُحْكى أنَّ صَفْوانَ مَرَّ بِهَوْدَجَها عَلَيْهِ وهو في مَلَأٍ مِن قَوْمِهِ فَقالَ: مَن هَذِهِ ؟ فَقالُوا: عائِشَةُ، فَقالَ: واللهِ ما نَجَتْ مِنهُ ولا نَجا مِنها، ثُمَّ وبَّخَ الخائِضِينَ فَقالَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب