الباحث القرآني

﴿يا بَنِي إسْرائِيلَ﴾ هو يَعْقُوبُ -عَلَيْهِ السَلامُ- وهو لَقَبٌ لَهُ، ومَعْناهُ في لِسانِهِمْ: صَفْوَةُ اللهِ، أوْ عَبْدُ اللهِ. فَإسْرا هو العَبْدُ، أوِ الصَفْوَةُ، وإيلَ: هو اللهُ بِالعِبْرِيَّةِ. وهو غَيْرُ مُنْصَرِفٍ لِوُجُودِ العَلَمَيَّةِ والعُجْمَةِ ﴿اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ﴾ ذَكَّرَهُمُ النِعْمَةَ أنْ لا يُخِلُّوا بِشُكْرِها، ويُطِيعُوا مانِحَها، وأرادَ بِها: ما أنْعَمَ بِهِ عَلى آبائِهِمْ، مِمّا عَدَّدَ عَلَيْهِمْ مِنَ الإنْجاءِ مِن فِرْعَوْنَ وعَذابِهِ، ومِنَ الغَرَقِ، ومِنَ العَفْوِ عَنِ اتِّخاذِ العِجْلِ، والتَوْبَةِ عَلَيْهِمْ، وما أنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِمْ مِن إدْراكِ زَمَنِ مُحَمَّدٍ ﷺ المُبَشَّرِ بِهِ في التَوْراةِ والإنْجِيلِ ﴿وَأوْفُوا﴾ أدُّوا وافِيًا تامًّا. يُقالُ: وفَيْتُ لَهُ بِالعَهْدِ، فَأنا وافٍ بِهِ، وأوْفَيْتُ لَهُ بِالعَهْدِ، فَأنا مُوفٍ بِهِ. والِاخْتِيارُ: أوْفَيْتُ، وعَلَيْهِ نَزَلَ التَنْزِيلُ ﴿بِعَهْدِي﴾ بِما عاهَدْتُمُونِي عَلَيْهِ مِنَ الإيمانِ بِي، والطاعَةِ لِي، أوْ مِنَ الإيمانِ بِنَبِيِّ الرَحْمَةِ والكِتابِ المُعْجِزِ ﴿أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾ بِما (p-٨٤)عاهَدْتُكم عَلَيْهِ مِن حُسْنِ الثَوابِ عَلى حَسَناتِكم. والعَهْدُ يُضافُ إلى المُعاهَدِ والعاهِدِ جَمِيعًا. وعَنْ قَتادَةَ هُما: ﴿لَئِنْ أقَمْتُمُ﴾ و ﴿لأُكَفِّرَنَّ﴾ [المائِدَةُ:١٢] وقالَ أهْلُ الإشارَةِ: أوْفُوا في دارِ مِحْنَتِي، عَلى بِساطِ خِدْمَتِي، بِحِفْظِ حُرْمَتِي، أوْفِ في دارِ نِعْمَتِي، عَلى بِساطِ كَرامَتِي، بِسُرُورِ رُؤْيَتِي ﴿وَإيّايَ فارْهَبُونِ﴾ فَلا تَنْقُضُوا عَهْدِي، وهو مِن قَوْلِكَ: زَيْدًا رَهَبْتُهُ. وهو أوْكَدُ في إفادَةِ الِاخْتِصاصِ مِن ﴿إيّاكَ نَعْبُدُ﴾ [الفاتِحَةُ: ٥]. و"إيّايَ": مَنصُوبٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ دَلَّ عَلَيْهِ ما بَعْدَهُ، وتَقْدِيرُهُ: فارْهَبُوا إيّايَ فارْهَبُونِ، وحُذِفَ الأوَّلُ لِأنَّ الثانِيَ يَدُلُّ عَلَيْهِ. وإنَّما لَمْ يَنْتَصِبْ بِقَوْلِهِ: ﴿فارْهَبُونِ﴾ لِأنَّهُ أخَذَ مَفْعُولَهُ، وهو الياءُ المَحْذُوفَةُ، وكَسْرَةُ النُونِ دَلِيلُ الياءِ، كَما لا يَجُوزُ نَصْبُ زَيْدٍ فِي: زَيْدًا فاضْرِبْهُ بِاضْرِبِ الَّذِي هو ظاهِرٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب