الباحث القرآني

﴿وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ﴾ أمْرٌ مِن سَكَنَ الدارَ يَسْكُنُها سُكْنى: إذا أقامَ فِيها. ويُقالُ: سَكَّنَ المُتَحَرِّكَ سُكُونًا ﴿أنْتَ﴾ تَأْكِيدٌ لِلْمُسْتَكِنِّ في اسْكُنْ، لِيَصِحَّ عَطْفُ ﴿وَزَوْجُكَ﴾ عَلَيْهِ، ﴿الجَنَّةَ﴾ هي جَنَّةُ الخُلْدِ الَّتِي وُعِدَتْ لِلْمُتَّقِينَ، لِلنَّقْلِ المَشْهُورِ، واللامُ لِلتَّعْرِيفِ. وقالَتِ المُعْتَزِلَةُ: كانَتْ بُسْتانًا بِاليَمَنِ، لِأنَّ الجَنَّةَ لا تَكْلِيفَ فِيها، ولا خُرُوجَ عَنْها. قُلْنا: إنَّما لا يَخْرُجُ مِنها مَن دَخَلَها جَزاءً، وقَدْ دَخَلَ النَبِيُّ ﷺ لَيْلَةَ المِعْراجِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنها، وأهْلُ الجَنَّةِ يُكَلَّفُونَ المَعْرِفَةَ والتَوْحِيدَ. ﴿وَكُلا مِنها﴾ مِن ثِمارِها، فَحَذَفَ المُضافَ ﴿رَغَدًا﴾ وصْفٌ لِلْمَصْدَرِ، أيْ: أكْلًا رَغَدًا واسِعًا ﴿حَيْثُ شِئْتُما﴾ و(شِيتُما) وبابُهُ بِغَيْرِ هَمْزٍ، أبُو عَمْرٍو. وحَيْثُ لِلْمَكانِ المُبْهَمِ، أيْ: أيَّ مَكانٍ مِنَ الجَنَّةِ شِئْتُما ﴿وَلا تَقْرَبا هَذِهِ الشَجَرَةَ﴾ أيِ: الحِنْطَةُ ولِذا قِيلَ: كَيْفَ لا يَعْصِي الإنْسانَ، وقُوَّتُهُ مِن شَجَرَةِ العِصْيانِ، أوِ الكَرْمَةِ، لِأنَّها أصْلُ كُلِّ فِتْنَةٍ، أوِ: التِينَةُ ﴿فَتَكُونا﴾ جَزْمُ عَطْفٍ عَلى: تَقَرَّبا، أوْ نَصْبٌ جَوابٌ لِلنَّهْيِ ﴿مِنَ الظالِمِينَ﴾ مِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ، أوْ مِنَ الضارِّينَ أنْفُسَهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب