الباحث القرآني
﴿شَهْرُ رَمَضانَ﴾ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ: ﴿الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ القُرْآنُ﴾ أيِ:ابْتَدِئْ فِيهِ إنْزالُهُ، وكانَ ذَلِكَ في لَيْلَةِ القَدْرِ، أوْ أُنْزِلَ في شَأْنِهِ القُرْآنُ، وهو قَوْلُهُ تَعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِيامُ﴾ وهو بَدَلٌ مِنَ الصِيامِ، أوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، أيْ: هو شَهْرُ، والرَمَضانُ مَصْدَرُ رَمَضَ: إذا احْتَرَقَ مِنَ الرَمْضاءِ، فَأُضِيفَ إلَيْهِ الشَهْرُ، وجُعِلَ عَلَمًا، ومُنِعَ الصَرْفَ لِلتَّعْرِيفِ والألِفِ والنُونِ، وسَمَّوْهُ بِذَلِكَ، لِارْتِماضِهِمْ فِيهِ مِن حَرِّ الجُوعِ، ومُقاساةِ شِدَّتِهِ، ولِأنَّهم سَمَّوُا الشُهُورَ بِالأزْمِنَةِ الَّتِي وقَعَتْ فِيها، فَوافَقَ هَذا الشَهْرُ أيّامَ رَمْضِ الحَرِّ، فَإنْ قُلْتَ: ما وجْهُ ما جاءَ في الحَدِيثِ: « "مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا"، » مِن أنَّ التَسْمِيَةَ واقِعَةٌ مَعَ المُضافِ والمُضافِ إلَيْهِ جَمِيعًا؟ قُلْتُ: هو مِن بابِ الحَذْفِ لِأمْنِ الإلْباسِ: (القُرانُ) حَيْثُ كانَ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، مَكِّيٌّ. وانْتَصَبَ ﴿هُدًى لِلنّاسِ وبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى والفُرْقانِ﴾ عَلى الحالِ، أيْ: أنْزَلَ وهو هِدايَةٌ لِلنّاسِ إلى الحَقِّ، وهو آياتٌ واضِحاتٌ مَكْشُوفاتٌ مِمّا يَهْدِي إلى الحَقِّ، ويُفَرِّقُ بَيْنَ الحَقِّ (p-١٦٠)والباطِلِ، ذَكَرَ أوَّلًا أنَّهُ هَدى، ثُمَّ ذَكَرَ أنَّهُ بَيِّناتٌ مِن جُمْلَةِ ما هَدى بِهِ اللهُ، وفَرَّقَ بَيْنَ الحَقِّ والباطِلِ مِن وحْيِهِ وكُتُبِهِ السَماوِيَّةِ الهادِيَةِ الفارِقَةِ بَيْنَ الهُدى والضَلالِ ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ فَمَن كانَ شاهِدًا، أيْ: حاضِرًا مُقِيمًا غَيْرَ مُسافِرٍ في الشَهْرِ فَلْيَصُمْ فِيهِ ولا يُفْطِرُ، والشَهْرُ مَنصُوبٌ عَلى الظَرْفِ، وكَذا الهاءُ في "لِيَصُمْهُ" ولا يَكُونُ مَفْعُولًا بِهِ، لِأنَّ المُقِيمَ والمُسافِرَ كِلاهُما شاهِدانِ لِلشَّهْرِ ﴿وَمَن كانَ مَرِيضًا أوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أيّامٍ أُخَرَ﴾ "فَعِدَّةٌ": مُبْتَدَأٌ، والخَبَرُ مَحْذُوفٌ، أيْ: فَعَلَيْهِ عِدَّةٌ، أيْ: صَوْمُ عِدَّةٍ،
﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ﴾ حَيْثُ أباحَ الفِطْرَ بِالسَفَرِ والمَرَضِ ﴿وَلا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ﴾ ومَن فَرَضَ الفِطْرَ عَلى المَرِيضِ والمُسافِرِ حَتّى لَوْ صاما تَجِبُ عَلَيْهِما الإعادَةُ، فَقَدْ عَدَلَ عَنْ مُوجِبِ هَذا ﴿وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ﴾ عِدَّةَ ما أفْطَرْتُمْ بِالقَضاءِ إذا زالَ المَرَضُ والسَفَرُ، فالفِعْلُ المُعَلَّلُ مَحْذُوفٌ، مَدْلُولٌ عَلَيْهِ بِما سَبَقَ تَقْدِيرُهُ: لِتَعْلَمُوا ولِتُكْمِلُوا العُدَّةَ.
﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكم ولَعَلَّكم تَشْكُرُونَ﴾ شَرْعَ ذَلِكَ، يَعْنِي: جُمْلَةَ ما ذَكَرَ مِن أمْرِ الشاهِدِ بِصَوْمِ الشَهْرِ، وأمْرِ المُرَخَّصِ لَهُ بِمُراعاةِ عِدَّةِ ما أفْطَرَ فِيهِ، ومِنَ التَرْخِيصِ في إباحَةِ الفِطْرِ، فَقَوْلُهُ: " لِتُكْمِلُوا " عِلَّةُ الأمْرِ بِمُراعاةِ العِدَّةِ ﴿وَلِتُكَبِّرُوا﴾ عِلَّةُ ما عَلِمَ مِن كَيْفِيَّةِ القَضاءِ والخُرُوجِ مِن عُهْدَةِ الفِطَرِ ﴿وَلَعَلَّكم تَشْكُرُونَ﴾ عِلَّةَ التَرْخِيصِ وهَذا نَوْعٌ مِنَ اللَفِّ اللَطِيفِ المَسْلَكِ، وعُدِّيَ التَكْبِيرُ بِعَلى، لِتَضَمُّنِهِ مَعْنى الحَمْدِ، كَأنَّهُ قِيلَ: لِتُكَبِّرُوا اللهَ، أيْ: لِتُعَظِّمُوهُ حامِدِينَ عَلى ما هَداكم إلَيْهِ. (وَلِتُكَمِّلُوا) بِالتَشْدِيدِ: أبُو بَكْرٍ.
{"ayah":"شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ فِیهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَیِّنَـٰتࣲ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡیَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِیضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَیَّامٍ أُخَرَۗ یُرِیدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡیُسۡرَ وَلَا یُرِیدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُوا۟ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا۟ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق