الباحث القرآني

﴿قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وجْهِكَ في السَماءِ﴾ تَرَدُّدَ وجْهِكَ، وتَصَرُّفَ نَظَرِكَ في جِهَةِ السَماءِ. وكانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَتَوَقَّعُ مِن رَبِّهِ أنْ يُحَوِّلَهُ إلى الكَعْبَةِ مُوافَقَةً لِإبْراهِيمَ، ومُحالَفَةً لِلْيَهُودِ، ولِأنَّها أدْعى لِلْعَرَبِ إلى الإيمانِ، لِأنَّها مَفْخَرَتُهُمْ، ومَزارُهُمْ، ومَطافُهُمْ، ﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ﴾ فَلْنُعْطِيَنَّكَ، ولَنُمَكِّنَنَّكَ مِنِ اسْتِقْبالِها، مِن قَوْلِكَ: ولَّيْتُهُ كَذا: إذا جَعَلْتَهُ والياءُ لَهُ، أوْ فَلَنَجْعَلَنَّكَ تَلِي سَمْتَها دُونَ سَمْتِ بَيْتِ المَقْدِسِ. ﴿قِبْلَةً تَرْضاها﴾ تُحِبُّها، وتَمِيلُ إلَيْها لِأغْراضِكَ الصَحِيحَةِ الَّتِي أضْمَرْتَها، ووافَقَتْ مَشِيئَةَ اللهِ وحِكْمَتَهُ، ﴿فَوَلِّ وجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرامِ﴾ أيْ: نَحْوَهُ. وشَطْرَ: نَصْبٌ عَلى الظَرْفِ، أيِ:اجْعَلْ تَوْلِيَةَ الوَجْهِ تِلْقاءَ المَسْجِدِ، أيْ: في جِهَتِهِ وسَمْتِهِ، لِأنَّ اسْتِقْبالَ عَيْنِ القِبْلَةِ مُتَعَسِّرٌ عَلى النائِي. وذِكْرُ المَسْجِدِ (p-١٤٠)الحَرامَ دُونَ الكَعْبَةِ دَلِيلٌ عَلى أنَّ الواجِبَ مُراعاةُ الجِهَةِ دُونَ العَيْنِ. رُوِيَ «أنَّهُ ﷺ قَدِمَ المَدِينَةَ فَصَلّى نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ وجَّهَ إلى الكَعْبَةِ »﴿وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ﴾ مِنَ الأرْضِ، وأرَدْتُمُ الصَلاةَ ﴿فَوَلُّوا وُجُوهَكم شَطْرَهُ وإنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أنَّهُ الحَقُّ﴾ أيِ: التَحْوِيلُ إلى الكَعْبَةِ هو الحَقُّ، لِأنَّهُ كانَ في بِشارَةِ أنْبِيائِهِمْ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ أنَّهُ يُصَلِّي إلى القِبْلَتَيْنِ. ﴿مِن رَبِّهِمْ وما اللهُ بِغافِلٍ عَمّا يَعْمَلُونَ﴾ بِالياءِ، مَكِّيٌّ، وأبُو عَمْرٍو، ونافِعٌ، وعاصِمٌ، وبِالتاءِ غَيْرُهم. فالأوَّلُ وعِيدٌ لِلْكافِرِينَ بِالعِقابِ عَلى الجُحُودِ والإباءِ، والثانِي وعْدٌ لِلْمُؤْمِنِينَ بِالثَوابِ عَلى القَبُولِ والأداءِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب