الباحث القرآني

﴿رُبَما﴾ بِالتَخْفِيفِ:مَدَنِيٌّ وعاصِمٌ، وبِالتَشْدِيدِ غَيْرُهُما و"ما" هي الكافَّةُ، لِأنَّها حَرْفٌ يَجُرُّ ما بَعْدَهُ ويَخْتَصُّ بِالِاسْمِ النَكِرَةِ فَإذا كُفَّتْ وقَعَ بَعْدَها الفِعْلُ الماضِي والِاسْمُ وإنَّما جازَ ﴿يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، لِأنَّ المُتَرَقَّبَ في أخْبارِ اللهِ تَعالى بِمَنزِلَةِ الماضِي المَقْطُوعِ بِهِ في تَحْقِيقِهِ فَكَأنَّهُ قِيلَ: رُبَّما ودَّ. ووِدادَتُهم تَكُونُ عِنْدَ النِزاعِ أوْ يَوْمَ القِيامَةِ إذا عايَنُوا حالَهم وحالَ المُسْلِمِينَ أوْ إذا رَأوُا المُسْلِمِينَ يَخْرُجُونَ مِنَ النارِ فَيَتَمَنّى الكافِرُ لَوْ كانَ مُسْلِمًا كَذا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما - ﴿لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ﴾ حِكايَةُ وِدادَتِهِمْ وإنَّما جِيءَ بِها عَلى لَفْظِ الغَيْبَةِ، لِأنَّهم مُخْبَرٌ عَنْهم كَقَوْلِكَ: حَلَفَ بِاللهِ لِيَفْعَلَنَّ ولَوْ قِيلَ حَلَفَ لَأفْعَلَنَّ، ولَوْ كُنّا مُسْلِمِينَ لَكانَ حَسَنًا وإنَّما قُلِّلَ بِ"رُبَّ"، لِأنَّ أهْوالَ القِيامَةِ تَشْغَلُهم عَنِ التَمَنِّي فَإذا أفاقُوا مِن سَكَراتِ العَذابِ ودُّوا لَوْ (p-١٨٣)كانُوا مُسْلِمِينَ. وقَوْلُ مَن قالَ إنَّ "رُبَّ" يَعْنِي بِها الكَثْرَةَ سَهْوٌ، لِأنَّهُ ضِدُّ ما يَعْرِفُهُ أهْلُ اللُغَةِ، لِأنَّها وُضِعَتْ لِلتَّقْلِيلِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب