الباحث القرآني

﴿وَكَذَلِكَ﴾ ومِثْلَ ذَلِكَ الِاجْتِباءِ الَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ رُؤْياكَ ﴿يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ﴾ يَصْطَفِيكَ، والِاجْتِباءُ افْتِعالٌ مَن جَبَيْتُ الشَيْءَ إذا حَصَّلْتَهُ لِنَفْسِكَ وجَبَيْتُ الماءَ في الحَوْضِ جَمَعْتَهُ ﴿وَيُعَلِّمُكَ﴾ كَلامٌ مُبْتَدَأٌ غَيْرُ داخِلٍ في (p-٩٦)حُكْمِ التَشْبِيهِ كَأنَّهُ قِيلَ: وهو يُعَلِّمُكَ ﴿مِن تَأْوِيلِ الأحادِيثِ﴾ أيْ: تَأْوِيلَ الرُؤْيا، وتَأْوِيلُها عِبارَتُها وتَفْسِيرُها وكانَ يُوسُفُ أعْبَرَ الناسِ لِلرُّؤْيا، أوْ تَأْوِيلَ أحادِيثِ الأنْبِياءِ وكُتُبِ اللهِ وهو اسْمُ جَمْعٍ لِلْحَدِيثِ ولَيْسَ بِجَمْعِ أُحْدُوثَةٍ ﴿وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وعَلى آلِ يَعْقُوبَ﴾ بِأنْ وصَلَ لَهم نِعْمَةَ الدُنْيا بِنِعْمَةِ الآخِرَةِ أيْ: جَعْلُهم أنْبِياءَ في الدُنْيا ومُلُوكًا ونَقْلُهم عَنْها إلى الدَرَجاتِ العُلى في الجَنَّةِ، وآلُ يَعْقُوبَ: أهْلُهُ وهم نَسْلُهُ وغَيْرُهم، وأصْلُ آلٍ: أهْلٌ، بِدَلِيلِ تَصْغِيرِهِ عَلى أُهَيْلٍ، إلّا أنَّهُ لا يُسْتَعْمَلُ إلّا فِيمَن لَهُ خَطَرٌ يُقالُ: آلُ النَبِيِّ، وآلُ المَلِكِ ولا يُقالُ آلُ الحَجّامِ ولَكِنْ أهْلُهُ وإنَّما عَلِمَ يَعْقُوبُ أنَّ يُوسُفَ يَكُونُ نَبِيًّا وإخْوَتَهُ أنْبِياءَ اسْتِدْلالًا بِضَوْءِ الكَواكِبِ فَلِذا قالَ وعَلى آلِ يَعْقُوبَ ﴿كَما أتَمَّها عَلى أبَوَيْكَ مِن قَبْلُ﴾ أرادَ الجَدَّ وأبا الجَدِّ ﴿إبْراهِيمَ وإسْحاقَ﴾ عَطْفُ بَيانٍ لِأبَوَيْكَ ﴿إنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ﴾ يَعْلَمُ مَن يَحِقُّ لَهُ الِاجْتِباءُ ﴿حَكِيمٌ﴾ يَضَعُ الأشْياءَ مَواضِعَها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب