الباحث القرآني

﴿قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إلا نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ﴾ أيْ: بِبَيانِ ماهِيَّتِهِ وكَيْفِيَّتِهِ، لِأنَّ ذَلِكَ يُشْبِهُ تَفْسِيرَ المُشْكِلِ ﴿قَبْلَ أنْ يَأْتِيَكُما﴾ لَمّا اسْتَعْبَراهُ ووَصَفاهُ بِالإحْسانِ افْتَرَضَ ذَلِكَ فَوَصَلَ بِهِ وصْفَ نَفْسِهِ بِما هو فَوْقَ عِلْمِ العُلَماءِ وهو الإخْبارُ بِالغَيْبِ وأنَّهُ يُنَبِّئُهُما بِما يُحْمَلُ إلَيْهِما مِنَ الطَعامِ في السِجْنِ قَبْلَ أنْ يَأْتِيَهُما ويَصِفُهُ لَهُما ويَقُولُ: اليَوْمَ يَأْتِيكُما طَعامٌ مِن صِفَتِهِ كَيْتَ وكَيْتَ فَيَكُونُ كَذَلِكَ وجَعَلَ ذَلِكَ تَخَلُّصًا إلى أنْ يَذْكُرَ لَهُما التَوْحِيدَ ويَعْرِضَ عَلَيْهِما الإيمانَ ويُزَيِّنَهُ لَهُما ويُقَبِّحَ إلَيْهِما الشِرْكَ وفِيهِ أنَّ العالِمَ إذا جُهِلَتْ مَنزِلَتُهُ في العِلْمِ فَوَصَفَ نَفْسَهُ بِما هو بِصَدَدِهِ - وغَرَضُهُ أنْ يُقْتَبَسَ مِنهُ - لَمْ يَكُنْ مِن بابِ التَزْكِيَةِ ﴿ذَلِكُما﴾ إشارَةٌ لَهُما إلى التَأْوِيلِ أيْ: ذَلِكَ التَأْوِيلُ والإخْبارُ بِالمُغَيَّباتِ ﴿مِمّا عَلَّمَنِي رَبِّي﴾ وأوْحى بِهِ إلَيَّ ولَمْ أقُلْهُ عَنْ تَكَهُّنٍ وتَنَجُّمٍ ﴿إنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وهم بِالآخِرَةِ هم كافِرُونَ﴾ يَجُوزُ أنْ يَكُونَ (p-١١١)كَلامًا مُبْتَدَأً وأنْ يَكُونَ تَعْلِيلًا لِما قَبْلَهُ أيْ: عَلَّمَنِي ذَلِكَ وأوْحى بِهِ إلَيَّ لِأنِّي رَفَضْتُ مِلَّةَ أُولَئِكَ، وهم أهْلُ مِصْرَ ومَن كانَ الفِتْيانُ عَلى دِينِهِمْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب