الباحث القرآني

﴿إلَهِ الناسِ﴾، مَعْبُودِهِمْ، ولَمْ يَكْتَفِ بِإظْهارِ المُضافِ إلَيْهِ مَرَّةً واحِدَةً، لِأنَّ قَوْلَهُ: "مَلِكِ الناسِ إلَهِ الناسِ"، عَطْفُ بَيانٍ لِـ "رَبِّ الناسِ"، لِأنَّهُ يُقالُ لِغَيْرِهِ: "رَبُّ الناسِ"، و"مَلِكُ الناسِ"، وأمّا "إلَهِ الناسِ"، فَخاصٌّ لا شَرِكَةَ فِيهِ، وعَطْفُ البَيانِ لِلْبَيانِ، فَكَأنَّهُ مَظِنَّةٌ لِلْإظْهارِ دُونَ الإضْمارِ، وإنَّما أُضِيفَ الرَبَّ إلى الناسِ خاصَّةً - وإنْ كانَ رَبَّ كُلِّ مَخْلُوقٍ - تَشْرِيفًا لَهُمْ، ولِأنَّ الِاسْتِعاذَةَ وقَعَتْ مِن شَرِّ المُوَسْوِسِ في صُدُورِ الناسِ، فَكَأنَّهُ قِيلَ: "أعُوذُ مِن شَرِّ المُوَسْوِسِ إلى الناسِ، بِرَبِّهِمُ الَّذِي يَمْلِكُ عَلَيْهِمْ أُمُورَهُمْ، وهو إلَهُهُمْ، ومَعْبُودُهُمْ"، وقِيلَ: أرادَ بِالأوَّلِ الأطْفالَ، ومَعْنى الرُبُوبِيَّةِ يَدُلُّ عَلَيْهِ، وبِالثانِي الشُبّانَ، ولَفْظُ المَلِكِ - المُنْبِئُ عَنِ السِياسَةِ - يَدُلُّ عَلَيْهِ، وبِالثالِثِ الشُيُوخَ، ولَفْظُ الإلَهِ - المُنْبِئُ عَنِ العِبادَةِ - يَدُلُّ عَلَيْهِ، وبِالرابِعِ الصالِحِينَ، إذِ الشَيْطانُ مُولَعٌ بِإغْوائِهِمْ، (p-٧٠٠)وَبِالخامِسِ المُفْسِدِينَ، لِعَطْفِهِ عَلى المُعَوَّذِ مِنهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب