الباحث القرآني

﴿فَقالَ المَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ﴾ يُرِيدُ الأشْرافَ، لِأنَّهم يَمْلَئُونَ القُلُوبَ هَيْبَةً والمَجالِسَ أُبَّهَةً ولِأنَّهم مُلِئُوا بِالأحْلامِ والآراءِ الصائِبَةِ ﴿ما نَراكَ إلا بَشَرًا مِثْلَنا﴾ أرادُوا أنَّهُ كانَ يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ مَلَكًا أوْ مَلِكًا ﴿وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إلا الَّذِينَ هم أراذِلُنا﴾ أخِسّاؤُنا جَمْعُ الأرْذَلِ ﴿بادِيَ﴾ وبِالهَمْزَةِ أبُو عَمْرٍو ﴿الرَأْيِ﴾ وبِغَيْرِ هَمْزٍ أبُو عَمْرٍو أيِ: اتَّبَعُوكَ ظاهِرَ الرَأْيِ أوْ أوَّلَ الرَأْيِ، مِن بَدا يَبْدُو:إذا ظَهَرَ، أوْ بَدَأ يَبْدَأُ: إذا فَعَلَ الشَيْءَ أوَّلًا، وانْتِصابُهُ عَلى الظَرْفِ، أصْلُهُ:وَقْتَ حُدُوثِ ظاهِرِ رَأْيِهِمْ أوْ أوَّلِ رَأْيِهِمْ فَحُذِفَ ذَلِكَ وأُقِيمَ المُضافُ إلَيْهِ مَقامَهُ أرادُوا أنَّ اتِّباعَهم لَكَ شَيْءٌ عَنَّ لَهم بَدِيهَةً مِن غَيْرِ رَوِيَّةٍ ونَظَرٍ ولَوْ تَفَكَّرُوا ما اتَّبَعُوكَ وإنَّما اسْتَرْذَلُوا المُؤْمِنِينَ لِفَقْرِهِمْ وتَأخُّرِهِمْ في الأسْبابِ الدُنْيَوِيَّةِ، لِأنَّهم كانُوا جُهّالًا ما كانُوا يَعْلَمُونَ إلّا ظاهِرًا مِنَ الحَياةِ الدُنْيا فَكانَ الأشْرافُ عِنْدَهم مَن لَهُ جاهٌ ومالٌ كَما تَرى أكْثَرَ المُتَشَبِّهِينَ بِالإسْلامِ يَعْتَقِدُونَ ذَلِكَ ويَبْنُونَ عَلَيْهِ إكْرامَهم وإهانَتَهم ولَقَدْ زَلَّ عَنْهم أنَّ التَقَدُّمَ في الدُنْيا لا يُقَرِّبُ أحَدًا مِنَ اللهِ وإنَّما يُبْعِدُهُ ولا يَرْفَعُهُ بَلْ يَضَعُهُ ﴿وَما نَرى لَكم عَلَيْنا مِن فَضْلٍ﴾ في مالٍ ورَأْيٍ عَنَوْا نُوحًا وأتْباعَهُ ﴿بَلْ نَظُنُّكم كاذِبِينَ﴾ أيْ: نُوحًا في الدَعْوَةِ ومُتَّبِعِيهِ في الإجابَةِ والتَصْدِيقِ يَعْنِي تَواطَأْتُمْ عَلى الدَعْوَةِ والإجابَةِ تَسْبِيبًا لِلرِّئاسَةِ (p-٥٥)
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب