الباحث القرآني

﴿قُلْ هَلْ مِن شُرَكائِكم مَن يَهْدِي إلى الحَقِّ﴾ يُرْشِدُ إلَيْهِ ﴿قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أفَمَن يَهْدِي إلى الحَقِّ أحَقُّ أنْ يُتَّبَعَ أمَّنْ لا يَهِدِّي إلا أنْ يُهْدى﴾ يُقالُ: هُداهُ لِلْحَقِّ وإلى الحَقِّ، فَجَمَعَ بَيْنَ اللُغَتَيْنِ ويُقالُ: هُدى بِنَفْسِهِ بِمَعْنى اهْتَدى كَما يُقالُ شَرى بِمَعْنى اشْتَرى ومِنهُ قِراءَةُ حَمْزَةَ وعَلِيٍّ "أمَّنْ لا يَهْدِي" بِمَعْنى يَهْتَدِي، " لا يَهَدِّي" بِفَتْحِ الياءِ والهاءِ وتَشْدِيدِ الدالِّ مَكِّيٌّ وشامِيٌّ ووَرْشٌ وبِإشْمامِ الهاءِ فَتْحَةً أبُو عَمْرٍو وبِكَسْرِ الهاءِ وفَتْحِ الياءِ عاصِمٌ غَيْرَ يَحْيى والأصْلُ " يَهْتَدِي " وهي قِراءَةُ عَبْدِ اللهِ فَأُدْغِمَتِ التاءُ في الدالِ وفُتِحَتِ الهاءُ بِحَرَكَةِ التاءِ وكُسِرَتْ لِالتِقاءِ الساكِنَيْنِ وبِكَسْرِ الياءِ والهاءِ وتَشْدِيدِ الدالِ: يَحْيى لِإتْباعِ ما بَعْدَها، وبِسُكُونِ الهاءِ وتَشْدِيدِ الدالِ مَدَنِيٌّ غَيْرَ ورْشٍ والمَعْنى أنَّ اللهَ وحْدَهُ هو الَّذِي يَهْدِي لِلْحَقِّ بِما رَكَّبَ في المُكَلَّفِينَ مِنَ العُقُولِ وأعْطاهم مِنَ التَمْكِينِ لِلنَّظَرِ في الأدِلَّةِ الَّتِي نَصَبَها لَهم وبِما وفَّقَهم وألْهَمَهم ووَقَفَهم عَلى الشَرائِعِ بِإرْسالِ الرُسُلِ فَهَلْ مِن شُرَكائِكُمُ الَّذِينَ جَعَلْتُمْ أنْدادَ اللهِ أحَدٌ يَهْدِي إلى الحَقِّ مِثْلَ هِدايَةِ اللهِ ثُمَّ قالَ أفَمَن يَهْدِي إلى الحَقِّ أحَقُّ بِالِاتِّباعِ أمِ الَّذِي لا يَهِدِّي أيْ: لا يَهْتَدِي بِنَفْسِهِ أوْ لا يَهْتَدِي غَيْرُهُ إلّا أنْ يَهْدِيَهُ اللهُ، وقِيلَ مَعْناهُ أمْ مَن لا يَهْتَدِي مِنَ الأوْثانِ إلى مَكانٍ فَيَنْتَقِلُ إلَيْهِ إلّا أنْ يُهْدى إلى (p-٢٢)أنْ يُنْقَلَ أوْ لا يَهْتَدِي ولا يَصِحُّ مِنهُ الِاهْتِداءُ إلّا أنْ يَنْقُلَهُ اللهُ مِن حالِهِ إلى أنْ يَجْعَلَهُ حَيًّا ناطِقًا فَيَهْدِيَهُ ﴿فَما لَكم كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ بِالباطِلِ حَيْثُ تَزْعُمُونَ أنَّهم أنْدادُ اللهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب