﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾ فِيهِ وجْهانِ:
أحَدُهُما: أنَّ النَّبِيَّ ﷺ كانَ إذا نَزَلَ عَلَيْهِ القُرْآنُ حَرَّكَ بِهِ لِسانَهُ يَسْتَذْكِرُهُ.
مَخافَةَ أنْ يَنْساهُ، وكانَ نالَهُ مِنهُ شِدَّةٌ، فَنَهاهُ اللَّهُ تَعالى عَنْ ذَلِكَ وقالَ: ﴿إنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وقُرْآنَهُ﴾، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ.
الثّانِي: أنَّهُ كانَ يُعَجِّلُ بِذِكْرِهِ إذا نَزَلَ عَلَيْهِ مِن حُبِّهِ لَهُ وحَلاوَتِهِ في لِسانِهِ، فَنُهِيَ عَنْ ذَلِكَ حَتّى يَجْتَمِعَ، لِأنَّ بَعْضَهُ مُرْتَبِطٌ بِبَعْضٍ، قالَهُ عامِرٌ الشَّعْبِيُّ.(p-١٥٦)
﴿إنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وقُرْآنَهُ﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ أوْجُهٍ:
أحَدُها: إنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ في قَلْبِكَ لِتَقْرَأهُ بِلِسانِكَ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ.
الثّانِي: عَلَيْنا حِفْظُهُ وتَأْلِيفُهُ، قالَهُ قَتادَةُ.
الثّالِثُ: عَلَيْنا أنْ نَجْمَعَهُ لَكَ حَتّى تُثْبِتَهُ في قَلْبِكَ، قالَهُ الضَّحّاكُ.
﴿فَإذا قَرَأْناهُ فاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ أوْجُهٍ:
أحَدُها: فَإذا بَيَّناهُ فاعْمَلْ بِما فِيهِ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ.
الثّانِي: فَإذا أنْزَلْناهُ فاسْتَمِعْ قُرْآنَهُ، وهَذا مَرْوِيٌّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أيْضًا.
الثّالِثُ: فَإذا تُلِيَ عَلَيْكَ فاتَّبِعْ شَرائِعَهُ وأحْكامَهُ، قالَهُ قَتادَةُ.
﴿ثُمَّ إنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ أقاوِيلَ: أحَدُها: بَيانُ ما فِيهِ مِن أحْكامٍ وحَلالٍ وحَرامٍ، قالَهُ قَتادَةُ.
الثّانِي: عَلَيْنا بَيانُهُ بِلِسانِكَ إذا نَزَلَ بِهِ جِبْرِيلُ حَتّى تَقْرَأهُ كَما أقْرَأكَ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ.
الثّالِثُ: عَلَيْنا أنْ نَجْزِيَ يَوْمَ القِيامَةِ بِما فِيهِ مِن وعْدٍ أوْ وعِيدٍ، قالَهُ الحَسَنُ.
﴿كَلا بَلْ تُحِبُّونَ العاجِلَةَ﴾ ﴿وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ﴾ فِيهِ وجْهانِ:
أحَدُهُما: تُحِبُّونَ ثَوابَ الدُّنْيا وتَذْرُوَنَ ثَوابَ الآخِرَةِ، قالَهُ مُقاتِلٌ.
الثّانِي: تُحِبُّونَ عَمَلَ الدُّنْيا وتَذْرُوَنَ عَمَلَ الآخِرَةِ.
﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ﴾ فِيهِ أرْبَعَةُ تَأْوِيلاتٍ: أحَدُها: يَعْنِي حَسَنَةً، قالَهُ الحَسَنُ.
الثّانِي: مُسْتَبْشِرَةٌ، قالَهُ مُجاهِدٌ.
الثّالِثُ: ناعِمَةٌ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ.
الرّابِعُ: مَسْرُورَةٌ، قالَهُ عِكْرِمَةُ.
﴿إلى رَبِّها ناظِرَةٌ﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ أقاوِيلَ: أحَدُها: تَنْظُرُ إلى رَبِّها في القِيامَةِ، قالَهُ الحَسَنُ وعَطِيَّةُ العُوفِيُّ.
الثّانِي: إلى ثَوابِ رَبِّها، قالَهُ ابْنُ عُمَرَ ومُجاهِدٌ.(p-١٥٧)
الثّالِثُ: تَنْتَظِرُ أمْرَ رَبِّها، قالَهُ عِكْرِمَةُ.
﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ﴾ فِيهِ وجْهانِ:
أحَدُهُما: كالِحَةٌ، قالَهُ قَتادَةُ.
الثّانِي: مُتَغَيِّرَةٌ، قالَهُ السُّدِّيُّ.
﴿تَظُنُّ أنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ﴾ فِيهِ أرْبَعَةُ أوْجُهٍ:
أحَدُها: أنَّ الفاقِرَةَ الدّاهِيَةُ، قالَهُ مُجاهِدٌ.
الثّانِي: الشَّرُّ، قالَهُ قَتادَةُ.
الثّالِثُ: الهَلاكُ، قالَهُ السُّدِّيُّ.
الرّابِعُ: دُخُولُ النّارِ، قالَهُ ابْنُ زَيْدٍ.
{"ayahs_start":16,"ayahs":["لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِۦۤ","إِنَّ عَلَیۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ","فَإِذَا قَرَأۡنَـٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ","ثُمَّ إِنَّ عَلَیۡنَا بَیَانَهُۥ","كَلَّا بَلۡ تُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ","وَتَذَرُونَ ٱلۡـَٔاخِرَةَ","وُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ نَّاضِرَةٌ","إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةࣱ","وَوُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذِۭ بَاسِرَةࣱ","تَظُنُّ أَن یُفۡعَلَ بِهَا فَاقِرَةࣱ"],"ayah":"كَلَّا بَلۡ تُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ"}