الباحث القرآني

قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿حَتّى إذا ادّارَكُوا فِيها جَمِيعًا﴾ يَعْنِي في النّارِ أدْرَكَ بَعْضُهم بَعْضًا حَتّى اسْتُكْمِلُوا فِيها. (p-٢٢٢)﴿قالَتْ أُخْراهم لأُولاهُمْ﴾ يَعْنِي الأتْباعَ لِلْقادَةِ لِأنَّهم بِالِاتِّباعِ لَهم مُتَأخِّرُونَ عَنْهم، وكَذَلِكَ في دُخُولِ النّارِ تَقَدَّمَ القادَةُ عَلى الأتْباعِ. ﴿رَبَّنا هَؤُلاءِ أضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذابًا ضِعْفًا مِنَ النّارِ﴾ يُرِيدُ بِأحَدِ الضِّعْفَيْنِ عَذابَهم عَلى الكُفْرِ، وبِالآخَرِ عَذابَهم عَلى الإغْواءِ. وَيَحْتَمِلُ هَذا القَوْلُ مِنَ الأتْباعِ وجْهَيْنِ: أحَدُهُما: تَخْفِيفُ العَذابِ عَنْهم. والثّانِي: الِانْتِقامُ مِنَ القادَةِ بِمُضاعَفَةِ العَذابِ عَلَيْهِمْ. فَأجابَهُمُ اللَّهُ قالَ: ﴿لِكُلٍّ ضِعْفٌ﴾ يَعْنِي أنَّهُ وإنْ كانَ لِلْقادَةِ ضِعْفُ العَذابِ، لِأنَّ أحَدَهُما بِالكَفْرِ، والآخَرُ بِالإغْواءِ، فَلَكم أيُّها الأتْباعُ ضِعْفُ العَذابِ، وهَذا قَوْلُ الجُمْهُورِ، وإنَّ ضِعْفَ الشَّيْءِ زِيادَةُ مِثْلِهِ. وَفِيهِ وجْهٌ ثانٍ: قالَهُ مُجاهِدٌ: أنَّ الضِّعْفَ مِن أسْماءِ العَذابِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب