الباحث القرآني

(p-٢٧٦)قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَإذْ نَتَقْنا الجَبَلَ فَوْقَهُمْ﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ أوْجُهٍ: أحَدُها: زَعْزَعْناهُ، قالَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ، ومِنهُ قَوْلُ العَجّاجِ: ؎ قَدْ جَرَّبُوا أخْلاقَنا الجَلائِلا. . ونَتَقُوا أحْلامَنا الأثاقِلا والثّانِي: بِمَعْنى جَذَبْناهُ، والنَّتْقُ: الجَذْبُ ومِنهُ قِيلَ لِلْمَرْأةِ الوَلُودِ ناتِقٌ، قالَ النّابِغَةُ: ؎ لَمْ يَحْرِمُوا حَسَنَ الغِذاءِ وأُمُّهم ∗∗∗ طَفَحَتْ عَلَيْكَ بِناتِقٍ مِذْكارِ واخْتُلِفَ في سَبَبِ تَسْمِيَتِها ناتِقًا، فَقِيلَ لِأنَّ: خُرُوجَ أوْلادِها بِمَنزِلَةِ الجَذْبِ. وَقِيلَ: لِأنَّها تَجْذِبُ ماءَ الفَحْلِ تُؤَدِّيهِ ولَدًا. والثّالِثُ: مَعْناهُ ورَفَعْناهُ عَلَيْهِمْ مِن أصْلِهِ. قالَ الفَرّاءُ: رَفَعَ الجَبَلَ عَلى عَسْكَرِهِمْ فَرْسَخًا في فَرْسَخٍ. قالَ مُجاهِدٌ: وسَبَبُ رَفْعِ الجَبَلِ عَلَيْهِمْ أنَّهم أبَوْا أنْ يَقْبَلُوا فَرائِضَ التَّوْراةِ لِما فِيها مِنَ المَشَقَّةِ، فَوَعَظَهم مُوسى فَلَمْ يَقْبَلُوا، فَرُفِعَ الجَبَلُ فَوْقَهم وقِيلَ لَهُمْ: إنْ أخَذْتُمُوهُ بِجِدٍّ واجْتِهادٍ وإلّا أُلْقِيَ عَلَيْكم. قالَ ابْنُ عَبّاسٍ، ومُجاهِدٌ، وقَتادَةُ: فَأخَذُوهُ بِقُوَّةٍ ثُمَّ نَكَثُوا بَعْدُ. واخْتُلِفَ في سَبَبِ رَفْعِ الجَبَلِ عَلَيْهِمْ هَلْ كانَ انْتِقامًا مِنهم أوْ إنْعامًا عَلَيْهِمْ؟ عَلى قَوْلَيْنِ: أحَدُهُما: أنَّهُ كانَ انْتِقامًا بِالخَوْفِ الَّذِي دَخَلَ عَلَيْهِمْ. والثّانِي: كانَ إنْعامًا لِإقْلاعِهِمْ بِهِ عَنِ المَعْصِيَةِ. ﴿وَظَنُّوا أنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ﴾ فِيهِ قَوْلانِ: أحَدُهُما: أنَّهُ غَلَبَ في نُفُوسِهِمْ أنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ عَلى حَقِيقَةِ الظَّنِّ. والثّانِي: أنَّهم تَيَقَّنُوهُ لِما عايَنُوا مِنِ ارْتِفاعِهِ عَلَيْهِمْ، قالَهُ الحَسَنُ. (p-٢٧٧)﴿خُذُوا ما آتَيْناكُمْ﴾ يَعْنِي التَّوْارَةَ. ﴿بِقُوَّةٍ﴾ يَحْتَمِلُ وجْهَيْنِ: أحَدُهُما: بِجِدٍّ واجْتِهادٍ. والثّانِي: بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ وطاعَةٍ خالِصَةٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب