الباحث القرآني

قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَلا يَسْألْكم أمْوالَكُمْ﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ أوْجُهٍ: أحَدُها: لا يَسْألُكم أمْوالَكم لِنَفْسِهِ. الثّانِي: لا يَسْألُكم جَمِيعَ أمْوالِكم في الزَّكاةِ ولَكِنْ بَعْضَها. (p-٣٠٧)الثّالِثُ: لا يَسْألُكم أمْوالَكم وإنَّما يَسْألُكم أمْوالَهُ، لِأنَّهُ أمْلَكُ بِها وهو المُنْعِمُ بِإعْطائِها. ﴿إنْ يَسْألْكُمُوها فَيُحْفِكم تَبْخَلُوا﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ أوْجُهٍ: أحَدُها: أنَّ الإحْفاءَ أخْذُ الجَمِيعِ، قالَهُ ابْنُ زَيْدٍ وقُطْرُبٌ. الثّانِي: أنَّهُ الإلْحاحُ وإكْثارُ السُّؤالِ، مَأْخُوذٌ مِنَ الحَفاءِ وهو المَشْيُ بِغَيْرِ حِذاءٍ، قالَهُ ابْنُ عِيسى. الثّالِثُ: أنَّ مَعْنى فَيُحْفِكم أيْ فَيَجِدُكم تَبْخَلُوا، قالَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ. ﴿وَيُخْرِجْ أضْغانَكُمْ﴾ يَحْتَمِلُ وجْهَيْنِ: أحَدُهُما: يُظْهِرُ بِامْتِناعِكم ما أضْمَرْتُمُوهُ مِن عُدْوانِكم. الثّانِي: تُظْهِرُونَ عِنْدَ مَسْألَتِكم ما أضْمَرْتُمُوهُ مِن عَداوَتِكم. قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَإنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ﴾ فِيهِ أرْبَعَةُ أوْجُهٍ: أحَدُها: وإنْ تَتَوَلَّوْا عَنْ كِتابِي، قالَهُ قَتادَةُ. الثّانِي: عَنْ طاعَتِي، حَكاهُ ابْنُ أبِي حاتِمٍ. الثّالِثُ: عَنِ الصَّدَقَةِ الَّتِي أُمِرْتُمْ بِها، قالَهُ الكَلْبِيُّ. الرّابِعُ: عَنْ هَذا الأمْرِ فَلا تَقْبَلُونَهُ، قالَهُ ابْنُ زَيْدٍ. ﴿يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ أقاوِيلَ: أحَدُها: أنَّهم أهْلُ اليَمَنِ وهُمُ الأنْصارُ، قالَهُ شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ. الثّانِي: أنَّهُمُ الفُرْسُ. رَوى أبُو هُرَيْرَةَ قالَ: لَمّا نَزَلَ ﴿وَإنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكم ثُمَّ لا يَكُونُوا (p-٣٠٨)أمْثالَكُمْ﴾ «كانَ سَلْمانُ إلى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ مَن هَؤُلاءِ الَّذِينَ إنْ تَوَلَّيْنا يُسْتَبْدَلُوا بِنا؟ فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلى مَنكِبِ سَلْمانَ وقالَ: (هَذا وقَوْمُهُ، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أنَّ الدِّينَ مُعَلَّقٌ بِالثُّرَيّا لَنالَهُ رِجالٌ مِن أبْناءِ فارِسَ» . الثّالِثُ: أنَّهم مَن شاءَ مِن سائِرِ النّاسِ، قالَهُ مُجاهِدٌ. ﴿ثُمَّ لا يَكُونُوا أمْثالَكُمْ﴾ فِيهِ وجْهانِ: أحَدُهُما: يَعْنِي في البُخْلِ بِالإنْفاقِ في سَبِيلِ اللَّهِ، قالَهُ الطَّبَرِيُّ. الثّانِي: في المَعْصِيَةِ وتَرْكِ الطّاعَةِ. وَحُكِيَ عَنْ أبِي مُوسى الأشْعَرِيِّ «أنَّهُ لَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فَرِحَ بِها رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وقالَ: (هِيَ أحَبُّ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيا» .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب