الباحث القرآني

(p-٣٦٦)قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى الكِتابَ فَلا تَكُنْ في مِرْيَةٍ مِن لِقائِهِ﴾ فِيهِ خَمْسَةُ أقاوِيلَ: أحَدُها: فَلا تَكُنْ يا مُحَمَّدُ في شَكٍّ مِن لِقاءِ مُوسى ولَقَدْ لَقِيتَهُ لَيْلَةَ الإسْراءِ رَوى أبُو العالِيَةِ الرِّياحِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « (رَأيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسى بْنَ عِمْرانَ رَجُلًا طُوالًا جَعْدًا كَأنَّهُ مِن رِجالِ شَنُوءَةَ. وَرَأيْتُ عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ رَجُلًا مَرْبُوعَ الخَلْقِ إلى الحُمْرَةِ والبَياضِ سَبْطَ الرَّأُسِ)» . قالَ أبُو العالِيَةِ قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ ذَلِكَ في قَوْلِهِ: ﴿واسْألْ مَن أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ مِن رُسُلِنا﴾ . الثّانِي: فَلا تَكُنْ يا مُحَمَّدُ في شَكٍّ مِن لِقاءِ مُوسى في القِيامَةِ وسَتَلْقاهُ فِيها. الثّالِثُ: فَلا تَكُنْ في شَكٍّ مِن لِقاءِ مُوسى في الكِتابِ، قالَهُ مُجاهِدٌ والزَّجّاجُ. الرّابِعُ: فَلا تَكُنْ في شَكٍّ مِن لِقاءِ الأذى كَما لَقِيَهُ مُوسى، قالَهُ الحَسَنُ. الخامِسُ: فَلا تَكُنْ في شَكٍّ مِن لِقاءِ مُوسى لِرَبِّهِ حَكاهُ النَّقّاشُ. ﴿وَجَعَلْناهُ هُدًى لِبَنِي إسْرائِيلَ﴾ فِيهِ وجْهانِ: أحَدُهُما: جَعَلْنا مُوسى، قالَهُ قَتادَةُ. الثّانِي: جَعَلْنا الكِتابَ، قالَهُ الحَسَنُ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَجَعَلْنا مِنهم أئِمَّةً يَهْدُونَ بِأمْرِنا﴾ فِيهِ وجْهانِ: أحَدُهُما: أنَّهم رُؤَساءُ في الخَيْرِ تَبَعُ الأنْبِياءِ، قالَهُ قَتادَةُ. الثّانِي: أنَّهم أنْبِياءُ، وهو مَأْثُورٌ. ﴿لَمّا صَبَرُوا﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ أوْجُهٍ: أحَدُها: عَلى الدُّنْيا، قالَهُ سُفْيانُ. الثّانِي: عَلى الحَقِّ، قالَهُ ابْنُ شَجَرَةَ. الثّالِثُ: عَلى الأذى بِمِصْرَ لَمّا كُلِّفُوا ما لا يُطِيقُونَ، حَكاهُ النَّقّاشُ. (p-٣٦٧)﴿وَكانُوا بِآياتِنا﴾ يَعْنِي بِالآياتِ التِّسْعِ ﴿يُوقِنُونَ﴾ أنَّها مِن عِنْدِ اللَّهِ. قَوْلُهُ: ﴿إنَّ رَبَّكَ هو يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ﴾ الآيَةَ فِيها وجْهانِ: أحَدُهُما: يَعْنِي بَيْنَ الأنْبِياءِ وبَيْنَ قَوْمِهِمْ، حَكاهُ النَّقّاشُ. الثّانِي: يَقْضِي بَيْنَ المُؤْمِنِينَ والمُشْرِكِينَ فِيما اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الإيمانِ والكُفْرِ، قالَهُ يَحْيى بْنُ سَلّامٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب