قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَمِن آياتِهِ أنْ خَلَقَ لَكم مِن أنْفُسِكم أزْواجًا﴾ فِيهِ قَوْلانِ:
أحَدُهُما: حَوّاءَ خَلَقَها مِن ضِلْعِ آدَمَ، قالَهُ قَتادَةُ.
الثّانِي: أنْ خَلَقَ سائِرَ الأزْواجِ مِن أمْثالِهِمْ مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ، قالَهُ عَلِيُّ بْنُ عِيسى.
﴿لِتَسْكُنُوا إلَيْها﴾ لِتَأْنَسُوا إلَيْها لِأنَّهُ جَعَلَ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ [مِنَ] الأُنْسِيَّةِ ما لَمْ يَجْعَلْهُ بَيْنَ غَيْرِهِما.
﴿وَجَعَلَ بَيْنَكم مَوَدَّةً ورَحْمَةً﴾ فِيهِ أرْبَعَةُ:
أحَدُها: أنَّ المَوَدَّةَ المَحَبَّةُ والرَّحْمَةُ والشَّفَقَةُ، قالَهُ السُّدِّيُّ.
الثّانِي: أنَّ المَوَدَّةَ الجِماعُ والرَّحْمَةَ الوَلَدُ، قالَهُ الحَسَنُ.
الثّالِثُ: أنَّ المَوَدَّةَ حُبُّ الكَبِيرِ والرَّحْمَةَ الحُنُوُّ عَلى الصَّغِيرِ، قالَهُ الكَلْبِيُّ.
الرّابِعُ: أنَّهُما التَّراحُمُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، قالَهُ مُقاتِلٌ.
(p-٣٠٦)﴿إنَّ في ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ يَحْتَمِلُ وجْهَيْنِ:
أحَدُهُما: يَتَفَكَّرُونَ في أنَّ لَهم خالِقًا مَعْبُودًا.
الثّانِي: يَتَفَكَّرُونَ في البَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ.
{"ayahs_start":20,"ayahs":["وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦۤ أَنۡ خَلَقَكُم مِّن تُرَابࣲ ثُمَّ إِذَاۤ أَنتُم بَشَرࣱ تَنتَشِرُونَ","وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦۤ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَ ٰجࣰا لِّتَسۡكُنُوۤا۟ إِلَیۡهَا وَجَعَلَ بَیۡنَكُم مَّوَدَّةࣰ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ"],"ayah":"وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦۤ أَنۡ خَلَقَكُم مِّن تُرَابࣲ ثُمَّ إِذَاۤ أَنتُم بَشَرࣱ تَنتَشِرُونَ"}