الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَإنَّ مِن أهْلِ الكِتابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وما أُنْزِلَ إلَيْكم وما أُنْزِلَ إلَيْهِمْ﴾ اخْتَلَفُوا في سَبَبِ نُزُولِها عَلى قَوْلَيْنِ: أحَدُهُما: أنَّها نَزَلَتْ في النَّجاشِيِّ، رَوى سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: « (اخْرُجُوا فَصَلُّوا عَلى أخٍ لَكم فَصَلّى بِنا أرْبَعَ تَكْبِيراتٍ، فَقالَ: هَذا النَّجاشِيُّ أصْحَمَةُ فَقالَ المُنافِقُونَ: انْظُرُوا إلى هَذا يُصَلِّي عَلى عِلْجٍ نَصْرانِيٍّ لَمْ يَرَهُ قَطُّ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ»، وهو قَوْلُ قَتادَةَ. (p-٤٤٥) والثّانِي: أنَّها نَزَلَتْ في عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ وغَيْرِهِ مِن مُسْلِمَةِ أهْلِ الكِتابِ، وهَذا قَوْلُ مُجاهِدٍ، وابْنِ جُرَيْجٍ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وصابِرُوا ورابِطُوا﴾ فِيهِ أرْبَعَةُ تَأْوِيلاتٍ: أحَدُها: اصْبِرُوا عَلى طاعَةِ اللَّهِ، وصابِرُوا أعْداءَ اللَّهِ، ورابِطُوا في سَبِيلِ اللَّهِ، وهو قَوْلُ الحَسَنِ، وقَتادَةَ، وابْنِ جُرَيْجٍ، والضَّحّاكِ. والثّانِي: اصْبِرُوا عَلى دِينِكم، وصابِرُوا الوَعْدَ الَّذِي وعَدَكم، ورابِطُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكم، وهو قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ. والثّالِثُ: اصْبِرُوا عَلى الجِهادِ، وصابِرُوا العَدُوَّ، ورابِطُوا بِمُلازَمَةِ الثَّغْرِ، وهو مَأْخُوذٌ مِن رَبْطِ النَّفْسِ، ومِنهُ قَوْلُهُمْ: رَبَطَ اللَّهُ عَلى قَلْبِهِ بِالصَّبْرِ، وهو مَعْنى قَوْلِ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ. والرّابِعُ: رابِطُوا عَلى الصَّلَواتِ بِانْتِظارِها واحِدَةً بَعْدَ واحِدَةٍ: رَوى العَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أبِيهِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « (ألا أدُلُّكم عَلى ما يَحُطُّ بِهِ اللَّهُ الخَطايا ويَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجاتِ؟ قالُوا: بَلى يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ عَلى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ)» . انْتَهَتْ سُورَةُ آلِ عِمْرانَ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب