قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿اللَّهُ ولِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ يَحْتَمِلُ وجْهَيْنِ: أحَدُهُما: يَتَوَلّاهم بِالنُّصْرَةِ.
والثّانِي: بِالإرْشادِ.
﴿يُخْرِجُهم مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ﴾ فِيهِ وجْهانِ: أحَدُهُما: مِن ظُلُماتِ الضَّلالَةِ إلى نُورِ الهُدى، قالَهُ قَتادَةُ.
والثّانِي: يُخْرِجُهم مِن ظُلُماتِ العَذابِ في النّارِ، إلى نُورِ الثَّوابِ في الجَنَّةِ.
﴿والَّذِينَ كَفَرُوا أوْلِياؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهم مِنَ النُّورِ إلى الظُّلُماتِ﴾ يَكُونُ عَلى وجْهَيْنِ: أحَدُهُما: يُخْرِجُونَهم مِن نُورِ الهُدى إلى ظُلُماتِ الضَّلالَةِ. (p-٣٢٩)
والثّانِي: يُخْرِجُونَهم مِن نُورِ الثَّوابِ إلى ظُلْمَةِ العَذابِ في النّارِ.
وَعَلى وجْهٍ ثالِثٍ لِأصْحابِ الخَواطِرِ: أنَّهم يُخْرِجُونَهم مِن نُورِ الحَقِّ إلى ظُلُماتِ الهَوى.
فَإنْ قِيلَ: فَكَيْفَ يُخْرِجُونَهم مِنَ النُّورِ، وهم لَمْ يَدْخُلُوا فِيهِ؟ فَعَنْ ذَلِكَ جَوابانِ: أحَدُهُما: أنَّها نَزَلَتْ في قَوْمٍ مُرْتَدِّينَ، قالَهُ مُجاهِدٌ.
والثّانِي: أنَّها نَزَلَتْ فِيمَن لَمْ يَزَلْ كافِرًا، وإنَّما قالَ ذَلِكَ لِأنَّهم لَوْ لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِهِمْ لَدَخَلُوا فِيهِ، فَصارُوا بِما فَعَلُوهُ بِمَنزِلَةِ مَن قَدْ أخْرَجَهم مِنهُ.
وَفِيهِ وجْهٌ ثالِثٌ: أنَّهم كانُوا عَلى الفِطْرَةِ عِنْدَ أخْذِ المِيثاقِ عَلَيْهِمْ، فَلَمّا حَمَلُوهم عَلى الكُفْرِ أخْرَجُوهم مِن نُورِ فِطْرَتِهِمْ.
{"ayah":"ٱللَّهُ وَلِیُّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ یُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَوۡلِیَاۤؤُهُمُ ٱلطَّـٰغُوتُ یُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَـٰتِۗ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ"}