﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهم عَلى بَعْضٍ﴾ فِيهِ وجْهانِ: أحَدُهُما: في الآخِرَةِ، لِتَفاضُلِهِمْ في الأعْمالِ، وتَحَمُّلِ الأثْقالِ.
والثّانِي: في الدُّنْيا بِأنْ جَعَلَ بَعْضَهم خَلِيلًا، وبَعْضَهم كَلِيمًا، وبَعْضَهم مَلِكًا، وسَخَّرَ لِبَعْضِهِمُ الرِّيحَ والشَّياطِينَ، وأحْيا بِبَعْضِهِمُ المَوْتى، وأبْرَأ الأكْمَهَ، والأبْرَصَ.
وَيَحْتَمِلُ وجْهًا ثالِثًا: بِالشَّرائِعِ، فَمِنهم مَن شَرَّعَ، ومِنهم مَن لَمْ يُشَرِّعْ.
﴿وَرَفَعَ بَعْضَهم دَرَجاتٍ﴾ فِيهِ وجْهانِ: أحَدُهُما: أنْ أوْحى إلى بَعْضِهِمْ في مَنامِهِ، وأرْسَلَ إلى بَعْضِهِمُ المَلائِكَةَ في يَقَظَتِهِ.
والثّانِي: أنْ بَعَثَ بَعْضَهم إلى قَوْمِهِ، وبَعَثَ بَعْضَهم إلى كافَّةِ النّاسِ.
﴿وَآتَيْنا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ البَيِّناتِ﴾ فِيهِ وجْهانِ: أحَدُهُما: الحُجَجُ الواضِحَةُ، والبَراهِينُ القاهِرَةُ.
والثّانِي: أنْ خَلَقَهُ مِن غَيْرِ ذَكَرٍ.
﴿وَأيَّدْناهُ بِرُوحِ القُدُسِ﴾ فِيهِ وجْهانِ: أحَدُهُما: بِجِبْرِيلَ.
والثّانِي: بِأنْ نَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ.
﴿وَلَوْ شاءَ اللَّهُ ما اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ مِن بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ البَيِّناتُ﴾ فِيهِ وجْهانِ: أحَدُهُما: ولَوْ شاءَ اللَّهُ ما أمَرَ بِالقِتالِ بَعْدَ وُضُوحِ الحُجَّةِ.
والثّانِي: ولَوْ شاءَ اللَّهُ لاضْطَرَّهم إلى الإيمانِ، ولَما حَصَلَ فِيهِمْ خِيارٌ.(p-٣٢٣)
{"ayahs_start":253,"ayahs":["۞ تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَـٰتࣲۚ وَءَاتَیۡنَا عِیسَى ٱبۡنَ مَرۡیَمَ ٱلۡبَیِّنَـٰتِ وَأَیَّدۡنَـٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِینَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَتۡهُمُ ٱلۡبَیِّنَـٰتُ وَلَـٰكِنِ ٱخۡتَلَفُوا۟ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُوا۟ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یَفۡعَلُ مَا یُرِیدُ","یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقۡنَـٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن یَأۡتِیَ یَوۡمࣱ لَّا بَیۡعࣱ فِیهِ وَلَا خُلَّةࣱ وَلَا شَفَـٰعَةࣱۗ وَٱلۡكَـٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ"],"ayah":"۞ تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَـٰتࣲۚ وَءَاتَیۡنَا عِیسَى ٱبۡنَ مَرۡیَمَ ٱلۡبَیِّنَـٰتِ وَأَیَّدۡنَـٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِینَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَتۡهُمُ ٱلۡبَیِّنَـٰتُ وَلَـٰكِنِ ٱخۡتَلَفُوا۟ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُوا۟ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یَفۡعَلُ مَا یُرِیدُ"}