الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَإذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ﴾ أمّا المَناسِكُ، فَهي المُتَعَبَّداتُ، وفِيها هَهُنا تَأْوِيلانِ: أحَدُهُما: أنَّها الذَّبائِحُ، وهَذا قَوْلُ مُجاهِدٍ. والثّانِي: ما أُمِرُوا بِفِعْلِهِ في الحَجِّ، وهَذا قَوْلُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ. وَفي قَوْلِهِ تَعالى: ﴿فاذْكُرُوا اللَّهَ﴾ تَأْوِيلانِ: أحَدُهُما: أنَّ هَذا الذِّكْرَ هو التَّكْبِيرُ في أيّامِ مِنًى. والثّانِي: أنَّهُ جَمِيعُ ما سُنَّ مِنَ الأدْعِيَةِ في مَواطِنِ الحَجِّ كُلِّها. وَفي قَوْلِهِ تَعالى: ﴿كَذِكْرِكم آباءَكم أوْ أشَدَّ ذِكْرًا﴾ ثَلاثَةُ تَأْوِيلاتٍ: أحَدُها: أنَّهم كانُوا إذا فَرَغُوا مِن حَجِّهِمْ في الجاهِلِيَّةِ جَلَسُوا في مِنًى حِلَقًا وافْتَخَرُوا بِمَناقِبِ آبائِهِمْ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى ذِكْرُهُ: ﴿فاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكم آباءَكم أوْ أشَدَّ ذِكْرًا﴾، وهَذا قَوْلُ مُجاهِدٍ، وقَتادَةَ. والثّانِي: أنَّ مَعْناهُ، فاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمُ الأبْناءِ الصِّغارِ لِلْآباءِ، إذا قالُوا: أبَهْ أُمَّهْ، وهَذا قَوْلُ عَطاءٍ، والضَّحّاكِ. والثّالِثُ: أنَّهم كانُوا يَدْعُونَ، فَيَقُولُ الواحِدُ مِنهُمُ: اللَّهُمَّ إنَّ أبِي كانَ عَظِيمَ الجَفْنَةِ، عَظِيمَ القُبَّةِ، كَثِيرَ المالِ، فاعْطِنِي مِثْلَ ما أعْطَيْتَهُ، فَلا يَذْكُرُ غَيْرَ أبِيهِ، فَأُمِرُوا بِذِكْرِ اللَّهِ، كَذِكْرِهِمْ آباءَهم، أوْ أشَدَّ ذِكْرًا، وهو قَوْلُ السُّدِّيِّ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَمِنهم مَن يَقُولُ رَبَّنا آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً﴾ فِيها أرْبَعَةُ تَأْوِيلاتٍ: (p-٢٦٣) أحَدُها أنَّهُ: الحَسَنَةُ العافِيَةُ في الدُّنْيا والآخِرَةِ، وهو قَوْلُ قَتادَةَ. والثّانِي: أنَّها نِعَمُ الدُّنْيا ونِعَمُ الآخِرَةِ، وهو قَوْلُ أكْثَرِ أهْلِ العِلْمِ. والثّالِثُ: أنَّ الحَسَنَةَ في الدُّنْيا العِلْمُ، والعِبادَةُ، وفي الآخِرَةِ الجَنَّةُ، وهو قَوْلُ الحَسَنِ، والثَّوْرِيِّ. والرّابِعُ: أنَّ الحَسَنَةَ في الدُّنْيا المالُ، وفي الآخِرَةِ الجَنَّةُ، وهو قَوْلُ ابْنِ زَيْدٍ، والسُّدِّيِّ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب