قَوْلُهُ تَعالى: ﴿أسْمِعْ بِهِمْ وأبْصِرْ﴾ فِيهِ وجْهانِ: أحَدُهُما: يَعْنِي لَئِنْ كانُوا في الدُّنْيا صُمًّا عُمْيًا عَنِ الحَقِّ فَما أسْمَعَهم لَهُ وأبْصَرَهم بِهِ في الآخِرَةِ يَوْمَ القِيامَةِ، قالَهُ الحَسَنُ، وقَتادَةُ.
الثّانِي: أسْمِعْ بِهِمُ اليَوْمَ وأبْصِرْ كَيْفَ يُصْنَعُ بِهِمْ يَوْمَ القِيامَةِ يَوْمَ يَأْتُونَنا، قالَهُ أبُو العالِيَةِ.
وَيَحْتَمِلُ ثالِثًا: أسْمِعْ أُمَّتَكَ بِما أخْبَرْناكَ مِن حالِهِمْ فَسَتُبْصِرُ يَوْمَ القِيامَةِ ما يُصْنَعُ بِهِمْ.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَأنْذِرْهم يَوْمَ الحَسْرَةِ إذْ قُضِيَ الأمْرُ﴾ فِيهِ وجْهانِ: أحَدُهُما: يَوْمَ القِيامَةِ إذا قُضِيَ العَذابُ عَلَيْهِمْ، قالَهُ الكَلْبِيُّ.
(p-٣٧٤)الثّانِي: يَوْمَ المَوْتِ إذْ قَضى المَوْتُ انْقِطاعَ التَّوْبَةِ واسْتِحْقاقَ الوَعِيدِ، قالَهُ مُقاتِلٌ.
{"ayahs_start":38,"ayahs":["أَسۡمِعۡ بِهِمۡ وَأَبۡصِرۡ یَوۡمَ یَأۡتُونَنَاۖ لَـٰكِنِ ٱلظَّـٰلِمُونَ ٱلۡیَوۡمَ فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینࣲ","وَأَنذِرۡهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡحَسۡرَةِ إِذۡ قُضِیَ ٱلۡأَمۡرُ وَهُمۡ فِی غَفۡلَةࣲ وَهُمۡ لَا یُؤۡمِنُونَ","إِنَّا نَحۡنُ نَرِثُ ٱلۡأَرۡضَ وَمَنۡ عَلَیۡهَا وَإِلَیۡنَا یُرۡجَعُونَ","وَٱذۡكُرۡ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ إِبۡرَ ٰهِیمَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صِدِّیقࣰا نَّبِیًّا","إِذۡ قَالَ لِأَبِیهِ یَـٰۤأَبَتِ لِمَ تَعۡبُدُ مَا لَا یَسۡمَعُ وَلَا یُبۡصِرُ وَلَا یُغۡنِی عَنكَ شَیۡـࣰٔا","یَـٰۤأَبَتِ إِنِّی قَدۡ جَاۤءَنِی مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَمۡ یَأۡتِكَ فَٱتَّبِعۡنِیۤ أَهۡدِكَ صِرَ ٰطࣰا سَوِیࣰّا","یَـٰۤأَبَتِ لَا تَعۡبُدِ ٱلشَّیۡطَـٰنَۖ إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ كَانَ لِلرَّحۡمَـٰنِ عَصِیࣰّا","یَـٰۤأَبَتِ إِنِّیۤ أَخَافُ أَن یَمَسَّكَ عَذَابࣱ مِّنَ ٱلرَّحۡمَـٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّیۡطَـٰنِ وَلِیࣰّا"],"ayah":"وَٱذۡكُرۡ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ إِبۡرَ ٰهِیمَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صِدِّیقࣰا نَّبِیًّا"}