الباحث القرآني

قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَجَعَلْنا بَيْنَهم مَوْبِقًا﴾ فِيهِ سِتَّةُ أقاوِيلَ: أحَدُها: مَجْلِسًا، قالَهُ الرَّبِيعُ. الثّانِي: مَهْلِكًا، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ وقَتادَةُ والضَّحّاكُ، قالَ الشّاعِرُ: ؎ أسْتَغْفِرُ اللَّهَ أعْمالِي الَّتِي سَلَفَتْ مِن عَثْرَةٍ إنْ تُؤاخِذْنِي بِها أبِقُ أيْ أهْلِكُ، ومِثْلُهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ ؎ ومَن يَشْتَرِي حُسْنَ الثَّناءِ بِمالِهِ ∗∗∗ يَصُنْ عِرْضَهُ مِن كُلِّ شَنْعاءَ مَوْبِقِ قالَ الفَرّاءُ: جَعَلَ تَواصُلَهم في الدُّنْيا مَهْلِكًا في الآخِرَةِ. الثّالِثُ: مَوْعِدًا، قالَهُ أبُو عُبَيْدَةَ. الرّابِعُ: عَداوَةً، قالَهُ الحَسَنُ. الخامِسُ: أنَّهُ وادٍ في جَهَنَّمَ، قالَهُ أنَسُ بْنُ مالِكٍ. (p-٣١٧)السّادِسُ: أنَّهُ وادٍ يَفْصِلُ بَيْنَ الجَنَّةِ والنّارِ، حَكاهُ بَعْضُ المُتَأخِّرِينَ. قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَرَأى المُجْرِمُونَ النّارَ﴾ يَحْتَمِلُ وجْهَيْنِ: أحَدُهُما: أنَّهم عايَنُوا في المَحْشَرِ. الثّانِي: أنَّهم عَلِمُوا بِها عِنْدَ العَرْضِ. ﴿فَظَنُّوا أنَّهم مُواقِعُوها﴾ فِيهِ وجْهانِ: أحَدُهُما: أنَّهم أمَّلُوا العَفْوَ قَبْلَ دُخُولِها فَلِذَلِكَ ظَنُّوا أنَّهم مُواقِعُوها الثّانِي: عَلِمُوا أنَّهم مُواقِعُوها لِأنَّهم قَدْ حَصَلُوا في دارِ اليَقِينِ وقَدْ يُعَبَّرُ عَنِ العِلْمِ بِالظَّنِّ لِأنَّ الظَّنَّ مُقَدِّمَةُ العِلْمِ. ﴿وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفًا﴾ فِيهِ وجْهانِ: أحَدُهُما: مَلْجَأً، قالَهُ الكَلْبِيُّ. الثّانِي: مَعْدِلًا يَنْصَرِفُونَ إلَيْهِ، قالَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ، ومِنهُ قَوْلُ أبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ: ؎ أزُهَيْرُ هَلْ عَنْ شَيْبَةٍ مِن مَصْرِفِ ∗∗∗ أمْ لا خُلُودَ لِباذِلٍ مُتَكَلِّفِ وَفِي المُرادِ وجْهانِ: أحَدُهُما: ولَمْ يَجِدِ المُشْرِكُونَ عَنِ النّارِ مَصْرِفًا. الثّانِي: ولَمْ تَجِدِ الأصْنامُ مَصْرِفًا لِلنّارِ عَنِ المُشْرِكِينَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب