الباحث القرآني

قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ﴾ أيْ أُهْلِكَ مالُهُ، وهَذا أوَّلُ ما حَقَّقَ اللَّهُ بِهِ إنْذارَ أخِيهِ. ﴿فَأصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أنْفَقَ فِيها﴾ يَحْتَمِلُ وجْهَيْنِ: أحَدُهُما: يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ نَدَمًا عَلى ما أنْفَقَ فِيها وأسَفًا عَلى ما تَلِفَ. الثّانِي: يُقَلِّبُ مِلْكَهُ فَلا يَرى فِيهِ عِوَضَ ما أنْفَقَ وهَلَكَ؛ لِأنَّ المِلْكَ قَدْ يُعَبَّرُ عَنْهُ بِاليَدِ، مِن قَوْلِهِمْ في يَدِهِ مالٌ، أيْ في مِلْكِهِ. ﴿وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها﴾ أيْ مُنْقَلِبَةٌ عَلى عالِيها، فَجَمَعَ عَلَيْهِ بَيْنَ هَلاكِ الأصْلِ والثَّمَرِ، وهَذا مِن أعْظَمِ الجَوائِحِ مُقابَلَةً عَلى بَغْيِهِ. قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ﴾ فِيهِ وجْهانِ: أحَدُهُما: أنَّ الفِئَةَ الجُنْدُ، قالَهُ الكَلْبِيُّ. الثّانِي: العَشِيرَةُ، قالَهُ مُجاهِدٌ. ﴿وَما كانَ مُنْتَصِرًا﴾ فِيهِ وجْهانِ: أحَدُهُما: وما كانَ مُمْتَنِعًا، قالَهُ قَتادَةُ. الثّانِي: وما كانَ مُسْتَرِدًّا بَدَلَ ما ذَهَبَ مِنهُ. قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: هُما الرَّجُلانِ ذَكَرَهُما اللَّهُ تَعالى في سُورَةِ الصّافّاتِ حَيْثُ يَقُولُ: ﴿إنِّي كانَ لِي قَرِينٌ﴾ إلى قَوْلِهِ ﴿فِي سَواءِ الجَحِيمِ﴾ وهَذا مَثَلٌ قِيلَ إنَّهُ ضُرِبَ لِسَلْمانَ وخَبّابٍ وصُهَيْبٍ مَعَ أشْرافِ قُرَيْشٍ مِنَ المُشْرِكِينَ. (p-٣٠٩)قَوْلُهُ تَعالى: ﴿هُنالِكَ الوَلايَةُ لِلَّهِ الحَقِّ﴾ يَعْنِي القِيامَةُ. وَفِيهِ أرْبَعَةُ أوْجُهٍ: أحَدُها: أنَّهم يَتَوَلَّوْنَ اللَّهَ تَعالى في القِيامَةِ فَلا يَبْقى مُؤْمِنٌ ولا كافِرٌ إلّا تَوَلّاهُ، قالَهُ الكَلْبِيُّ. الثّانِي: أنَّ اللَّهَ تَعالى يَتَوَلّى جَزاءَهم، قالَهُ مُقاتِلٌ. الثّالِثُ: أنَّ الوَلايَةَ مَصْدَرُ الوَلاءِ فَكَأنَّهم جَمِيعًا يَعْتَرِفُونَ بِأنَّ اللَّهَ تَعالى هو الوَلِيُّ قالَهُ الأخْفَشُ. الرّابِعُ: أنَّ الوَلايَةَ النَّصْرُ، قالَهُ اليَزِيدِيُّ. وَفي الفَرْقِ بَيْنَ الوَلايَةِ بِفَتْحِ الواوِ وبَيْنَ الوِلايَةِ بِكَسْرِها وجْهانِ: أحَدُهُما: أنَّها بِفَتْحِ الواوِ: لِلْخالِقِ، وبِكَسْرِها: لِلْمَخْلُوقِينَ، قالَهُ أبُو عُبَيْدَةَ. الثّانِي: أنَّها بِالفَتْحِ في الدِّينِ، وبِكَسْرِها في السُّلْطانِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب