الباحث القرآني

ومِن سُورَةِ المُزَّمِّلِ ﷽ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يا أيُّها المُزَّمِّلُ﴾ ﴿قُمِ اللَّيْلَ إلا قَلِيلا﴾ رَوى زُرارَةُ بْنُ أوْفى عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشامٍ قالَ: قُلْتُ لِعائِشَةَ: أنْبِئِينِي عَنْ قِيامِ رَسُولِ اللَّهِ، قالَتْ: أما تَقْرَأُ هَذِهِ السُّورَةَ: (p-٣٦٧)﴿يا أيُّها المُزَّمِّلُ﴾ ﴿قُمِ اللَّيْلَ إلا قَلِيلا﴾ قُلْتَ: بَلى قالَتْ: " فَإنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ القِيامَ في أوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ، فَقامَ النَّبِيُّ ﷺ وأصْحابُهُ حَتّى انْتَفَخَتْ أقْدامُهم، وأمْسَكَ اللَّهُ تَعالى خاتِمَتَها اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا ثُمَّ أنْزَلَ التَّخْفِيفَ في آخِرِ السُّورَةِ، فَصارَ قِيامُ اللَّيْلِ تَطَوُّعًا بَعْدَ فَرِيضَةٍ " وقالَ ابْنُ عَبّاسٍ: " لَمّا نَزَلَتْ أوَّلُ المُزَّمِّلِ كانُوا يَقُومُونَ نَحْوَ قِيامِهِمْ في شَهْرِ رَمَضانَ حَتّى نَزَلَ آخِرُها، وكانَ بَيْنَ نُزُولِ أوَّلِها وآخِرِها نَحْوَ سَنَةٍ " وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿ورَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلا﴾ [المزمل: ٤] قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: " بَيِّنْهُ تَبْيِينًا " وقالَ طاوُسٌ: " بَيِّنْهُ حَتّى تَفْهَمَهُ " وقالَ مُجاهِدٌ: ﴿ورَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلا﴾ [المزمل: ٤] قالَ: " والِ بَعْضَهُ عَلى إثْرِ بَعْضٍ عَلى تُؤَدَةٍ " . قالَ أبُو بَكْرٍ: لا خِلافَ بَيْنَ المُسْلِمِينَ في نَسْخِ فَرْضِ قِيامِ اللَّيْلِ وأنَّهُ مَندُوبٌ إلَيْهِ مُرَغَّبٌ فِيهِ؛ وقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ آثارٌ كَثِيرَةٌ في الحَثِّ عَلَيْهِ والتَّرْغِيبِ فِيهِ، رَوى ابْنُ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «أحَبُّ الصَّلاةِ إلى اللَّهِ صَلاةُ داوُدَ كانَ يَنامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويَقُومُ ثُلُثَهُ ويَنامُ سُدُسَهُ، وأحَبُّ الصِّيامِ إلى اللَّهِ صِيامُ داوُدَ كانَ يَصُومُ يَوْمًا ويُفْطِرُ يَوْمًا» ورُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ: " أنَّ النَّبِيَّ ﷺ «كانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ ثَمانِيَ رَكَعاتٍ، حَتّى إذا انْفَجَرَ عَمُودُ الصُّبْحِ أوْتَرَ بِثَلاثِ رَكَعاتٍ ثُمَّ سَبَّحَ وكَبَّرَ، حَتّى إذا انْفَجَرَ الفَجْرُ صَلّى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ» وعَنْ عائِشَةَ: أنَّ «النَّبِيَّ ﷺ كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ إحْدى عَشْرَةَ رَكْعَةً»
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب