الباحث القرآني

وقَوْلُهُ تَعالى -: ﴿إذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكم صَدَقَةً﴾ رَوى لَيْثٌ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: قالَ عَلِيٌّ: " إنَّ في كِتابِ اللَّهِ لَآيَةً ما عَمِلَ بِها أحَدٌ قَبْلِي ولا يَعْمَلُ بِها أحَدٌ بَعْدِي، كانَ عِنْدِي دِينارٌ فَصَرَفْتُهُ فَكُنْتُ إذا ناجَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ تَصَدَّقْتُ بِدِرْهَمٍ، ثُمَّ نُسِخَتْ " . ورَوى عَلِيُّ بْنُ أبِي طَلْحَةَ عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: " إنَّ المُسْلِمِينَ أكْثَرُوا عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ المَسائِلَ حَتّى شَقُّوا عَلَيْهِ، فَأرادَ اللَّهُ أنْ يُخَفِّفَ عَنْ نَبِيِّهِ، فَلَمّا نَزَلَتْ: ﴿إذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكم صَدَقَةً﴾ كَفَّ كَثِيرٌ مِنَ المُسْلِمِينَ عَنِ المَسْألَةِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿أأشْفَقْتُمْ أنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكم صَدَقاتٍ﴾ (p-٣١٦)الآيَةَ. فَوَسَّعَ لَهم " . قالَ أبُو بَكْرٍ: قَدْ دَلَّتِ الآيَةُ عَلى أحْكامٍ ثَلاثَةٍ. أحَدُها: تَقْدِيمُ الصَّدَقَةِ أمامَ مُناجاتِهِمْ لِلنَّبِيِّ ﷺ لِمَن يَجِدُ. والثّانِي: الرُّخْصَةُ في المُناجاةِ لِمَن لا يَجِدُ الصَّدَقَةَ بِقَوْلِهِ: ﴿فَإنْ لَمْ تَجِدُوا فَإنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ فَهَذا يَدُلُّ عَلى أنَّ المَسْألَةَ كانَتْ مُباحَةً لِمَن لَمْ يَجِدِ الصَّدَقَةَ. والثّالِثُ: وُجُوبُ الصَّدَقَةِ أمامَ المَسْألَةِ بِقَوْلِهِ: ﴿أأشْفَقْتُمْ أنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكم صَدَقاتٍ فَإذْ لَمْ تَفْعَلُوا وتابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ﴾ حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قالَ: حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ أبِي الرَّبِيعِ قالَ: أخْبَرَنا عَبْدُ الرَّزّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أيُّوبَ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿إذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكم صَدَقَةً﴾ الآيَةَ، قالَ عَلِيٌّ: " ما عَمِلَ بِها أحَدٌ غَيْرِي حَتّى نُسِخَتْ وما كانَتْ إلّا ساعَةً " .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب