الباحث القرآني

* بابُ وُجُوبِ طاعَةِ الرَّسُولِ ﷺ قالَ اللَّهُ تَعالى: ﴿وأطِيعُوا اللَّهَ وأطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ وقالَ تَعالى: ﴿وما أرْسَلْنا مِن رَسُولٍ إلا لِيُطاعَ بِإذْنِ اللَّهِ﴾ [النساء: ٦٤] وقالَ تَعالى: ﴿مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أطاعَ اللَّهَ﴾ [النساء: ٨٠] وقالَ تَعالى: ﴿فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهم ثُمَّ لا يَجِدُوا في أنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمّا قَضَيْتَ ويُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: ٦٥] فَأكَّدَ جَلَّ وعَلا بِهَذِهِ الآياتِ وُجُوبَ طاعَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وأبانَ أنَّ طاعَتَهُ طاعَةُ اللَّهِ، وأفادَ بِذَلِكَ أنَّ مَعْصِيَتَهُ مَعْصِيَةُ اللَّهِ؛ وقالَ اللَّهُ تَعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أمْرِهِ أنْ تُصِيبَهم فِتْنَةٌ أوْ يُصِيبَهم عَذابٌ ألِيمٌ﴾ [النور: ٦٣] فَأوْعَدَ عَلى مُخالَفَةِ أمْرِ الرَّسُولِ، وجَعَلَ مُخالِفَ أمْرِ الرَّسُولِ والمُمْتَنِعَ مِن تَسْلِيمِ ما جاءَ بِهِ والشّاكَّ فِيهِ خارِجًا مِنَ الإيمانِ (p-١٨١)بِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهم ثُمَّ لا يَجِدُوا في أنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمّا قَضَيْتَ ويُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: ٦٥] قِيلَ في الحَرَجِ هَهُنا إنَّهُ الشَّكُّ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ مُجاهِدٍ. وأصْلُ الحَرَجِ الضِّيقُ، وجائِزٌ أنْ يَكُونَ المُرادُ التَّسْلِيمَ مِن غَيْرِ شَكٍّ في وُجُوبِ تَسْلِيمِهِ ولا ضِيقِ صَدْرٍ بِهِ بَلْ بِانْشِراحِ صَدْرٍ وبَصِيرَةٍ ويَقِينٍ. وفي هَذِهِ الآيَةِ دَلالَةٌ عَلى أنَّ مَن رَدَّ شَيْئًا مِن أوامِرِ اللَّهِ تَعالى أوْ أوامِرِ رَسُولِهِ ﷺ فَهو خارِجٌ مِنَ الإسْلامِ سَواءٌ رَدَّهُ مِن جِهَةِ الشَّكِّ فِيهِ أوْ مِن جِهَةِ تَرْكِ القَبُولِ والِامْتِناعِ مِنَ التَّسْلِيمِ، وذَلِكَ يُوجِبُ صِحَّةَ ما ذَهَبَ إلَيْهِ الصَّحابَةُ في حُكْمِهِمْ بِارْتِدادِ مَنِ امْتَنَعَ مِن أداءِ الزَّكاةِ وقَتْلِهِمْ وسَبْيِ ذَرارِيِهِمْ؛ لِأنَّ اللَّهَ تَعالى حَكَمَ بِأنَّ مَن لَمْ يُسَلِّمْ لِلنَّبِيِّ ﷺ قَضاءَهُ وحُكْمَهُ فَلَيْسَ مِن أهْلِ الإيمانِ. فَإنْ قِيلَ: إذا كانَتْ طاعَةُ الرَّسُولِ ﷺ طاعَةَ اللَّهِ تَعالى فَهَلّا كانَ أمْرُ الرَّسُولِ أمْرَ اللَّهِ تَعالى قِيلَ لَهُ: إنَّما كانَتْ طاعَتُهُ طاعَةَ اللَّهِ بِمُوافَقَتِها إرادَةَ كُلِّ واحِدٍ مِنهُما أوامِرَهُ، وأمّا الأمْرُ فَهو قَوْلُ القائِلِ " افْعَلْ " ولا يَجُوزُ أنْ يَكُونَ أمْرًا واحِدًا لِآمِرَيْنِ كَما لا يَكُونُ فِيهِ قَوْلُ واحِدٍ مِن قائِلَيْنِ ولا فِعْلُ واحِدٍ مِن فاعِلَيْنِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب