الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والنَّبِيِّ وما أُنْزِلَ إلَيْهِ ما اتَّخَذُوهم أوْلِياءَ﴾ رُوِيَ عَنِ الحَسَنِ ومُجاهِدٍ أنَّهُ في المُنافِقِينَ مِنَ اليَهُودِ، أخْبَرَ أنَّهم غَيْرُ مُؤْمِنِينَ بِاَللَّهِ وبِالنَّبِيِّ وإنْ كانُوا يُظْهِرُونَ الإيمانَ. وقِيلَ: إنَّهُ أرادَ بِالنَّبِيِّ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ أنَّهم غَيْرُ مُؤْمِنِينَ بِهِ؛ إذْ كانُوا يَتَوَلَّوْنَ المُشْرِكِينَ قَوْلُهُ تَعالى ﴿ولَتَجِدَنَّ أقْرَبَهم مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إنّا نَصارى﴾ الآيَةَ. قالَ ابْنُ عَبّاسٍ وسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وعَطاءٌ والسُّدِّيُّ: " نَزَلَتْ في النَّجاشِيِّ وأصْحابِهِ لَمّا أسْلَمُوا " . وقالَ قَتادَةُ: " قَوْمٌ مِن أهْلِ الكِتابِ كانُوا عَلى الحَقِّ مُتَمَسِّكِينَ بِشَرِيعَةِ عِيسى عَلَيْهِ السَّلامُ فَلَمّا جاءَ مُحَمَّدٌ ﷺ آمَنُوا بِهِ " . ومِنَ الجُهّالِ مَن يَظُنُّ أنَّ في هَذِهِ الآيَةِ مَدْحًا لِلنَّصارى وإخْبارًا بِأنَّهم خَيْرٌ مِنَ اليَهُودِ، ولَيْسَ كَذَلِكَ؛ وذَلِكَ لِأنَّ ما في الآيَةِ مِن ذَلِكَ إنَّما هو صِفَةُ قَوْمٍ قَدْ آمَنُوا بِاَللَّهِ وبِالرَّسُولِ يَدُلُّ عَلَيْهِ ما ذُكِرَ في نَسَقِ التِّلاوَةِ مِن إخْبارِهِمْ عَنْ أنْفُسِهِمْ بِالإيمانِ بِاَللَّهِ وبِالرَّسُولِ. ومَعْلُومٌ عِنْدَ كُلِّ ذِي فِطْنَةٍ صَحِيحَةٍ أمْعَنَ النَّظَرَ في مَقالَتَيْ هاتَيْنِ الطّائِفَتَيْنِ أنَّ مَقالَةَ النَّصارى أقْبَحُ وأشَدُّ اسْتِحالَةً وأظْهَرُ فَسادًا مِن مَقالَةِ اليَهُودِ؛ لِأنَّ اليَهُودَ تُقِرُّ بِالتَّوْحِيدِ في الجُمْلَةِ وإنْ كانَ فِيها مُشَبِّهَةٌ تُنْقِصُ ما أعْطَتْهُ في الجُمْلَةِ مِنَ التَّوْحِيدِ بِالتَّشْبِيهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب