الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿أوَلَمْ نُعَمِّرْكم ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وجاءَكُمُ النَّذِيرُ﴾ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ومَسْرُوقٍ أنَّ العُمُرَ الَّذِي ذَكَّرَ اللَّهُ بِهِ أرْبَعُونَ سَنَةً. وعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رِوايَةً وعَنْ عَلِيٍّ: ( سِتُّونَ سَنَةً ) . وحَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قالَ: حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ أبِي الرَّبِيعِ قالَ: أخْبَرَنا عَبْدُ الرَّزّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قالَ: أخْبَرَنِي رَجُلٌ مِن غِفارٍ عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنَّهُ قالَ: «لَقَدْ أعْذَرَ اللَّهُ عَبْدًا أحْياهُ حَتّى بَلَغَ سِتِّينَ أوْ سَبْعِينَ سَنَةً، لَقَدْ أعْذَرَ (p-٢٤٨)اللَّهُ إلَيْهِ لَقَدْ أعْذَرَ اللَّهُ إلَيْهِ». وحَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ قالَ: حَدَّثَنا الحَسَنُ قالَ: أخْبَرَنا عَبْدُ الرَّزّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أبِي خَيْثَمٍ عَنْ مُجاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: ( العُمُرُ الَّذِي أعْذَرَ اللَّهُ فِيهِ إلى ابْنِ آدَمَ سِتُّونَ سَنَةً ) . وبِإسْنادِهِ عَنْ مُجاهِدٍ مِثْلُهُ مِن قَوْلِهِ. * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وجاءَكُمُ النَّذِيرُ﴾ رُوِيَ عَنْ بَعْضِ أهْلِ التَّفْسِيرِ أنَّ النَّذِيرَ مُحَمَّدٌ ﷺ ورُوِيَ أنَّهُ الشَّيْبُ. قالَ أبُو بَكْرٍ: ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ المُرادُ النَّبِيَّ ﷺ وسائِرَ ما أقامَ اللَّهُ مِنَ الدَّلائِلِ عَلى تَوْحِيدِهِ وتَصْدِيقِ رُسُلِهِ ووَعْدِهِ ووَعِيدِهِ وما يَحْدُثُ في الإنْسانِ مِن حِينِ بُلُوغِهِ إلى آخِرِ عُمُرِهِ مِنَ التَّغَيُّرِ والِانْتِقالِ مِن حالٍ إلى حالٍ مِن غَيْرِ صُنْعٍ لَهُ فِيهِ ولا اخْتِيارٍ مِنهُ لَهُ، فَيَكُونُ حَدَثًا شابًّا ثُمَّ كَهْلًا ثُمَّ شَيْخًا، وما يَنْقَلِبُ فِيهِ فِيما بَيْنَ ذَلِكَ مِن مَرَضٍ وصِحَّةٍ وفَقْرٍ وغِناءٍ وفَرَحٍ وحُزْنٍ، ثُمَّ ما يَراهُ في غَيْرِهِ وفي سائِرِ الأشْياءِ مِن حَوادِثِ الدَّهْرِ الَّتِي لا صُنْعَ لِلْمَخْلُوقِينَ فِيها؛ وكُلُّ ذَلِكَ داعٍ لَهُ إلى اللَّهِ ونَذِيرٌ لَهُ إلَيْهِ كَما قالَ: ﴿أوَلَمْ يَنْظُرُوا في مَلَكُوتِ السَّماواتِ والأرْضِ وما خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ﴾ [الأعراف: ١٨٥] فَأخْبَرَ أنَّ في جَمِيعِ ما خَلَقَ دَلالَةً عَلَيْهِ ورادًّا لِلْعِبادِ إلَيْهِ. آخِرُ سُورَةِ فاطِرٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب