الباحث القرآني

وقَوْلُهُ (تَعالى): ﴿لا تَأْكُلُوا الرِّبا أضْعافًا مُضاعَفَةً﴾؛ قِيلَ: في مَعْنى ﴿أضْعافًا مُضاعَفَةً﴾؛ وجْهانِ؛ أحَدُهُما المُضاعَفَةُ بِالتَّأْجِيلِ؛ أجَلًا بَعْدَ أجَلٍ؛ ولِكُلِّ (p-٣٢٥)أجْلِ قِسْطٌ مِنَ الزِّيادَةِ عَلى المالِ؛ والثّانِي ما يُضاعِفُونَ بِهِ أمْوالَهُمْ؛ وفي هَذا دَلالَةٌ عَلى أنَّ المَخْصُوصَ بِالذِّكْرِ لا يَدُلُّ عَلى أنَّ ما عَداهُ بِخِلافِهِ؛ لِأنَّهُ لَوْ كانَ كَذَلِكَ لَوَجَبَ أنْ يَكُونَ ذِكْرُ تَحْرِيمِ الرِّبا أضْعافًا مُضاعَفَةً دَلالَةً عَلى إباحَتِهِ إذا لَمْ يَكُنْ أضْعافًا مُضاعَفَةً؛ فَلَمّا كانَ الرِّبا مَحْظُورًا بِهَذِهِ الصِّفَةِ؛ وبِعَدَمِها؛ دَلَّ ذَلِكَ عَلى فَسادِ قَوْلِهِمْ في ذَلِكَ؛ ويَلْزَمُهم في ذَلِكَ أنْ تَكُونَ هَذِهِ الدَّلالَةُ مَنسُوخَةً بِقَوْلِهِ (تَعالى): ﴿وحَرَّمَ الرِّبا﴾ [البقرة: ٢٧٥]؛ إذا لَمْ يَبْقَ لَها حُكْمٌ في الِاسْتِعْمالِ. وقَوْلُهُ (تَعالى): ﴿وجَنَّةٍ عَرْضُها السَّماواتُ والأرْضُ﴾ [آل عمران: ١٣٣]؛ قِيلَ: كَعَرْضِ السَّماواتِ والأرْضِ؛ وقالَ في آيَةٍ أُخْرى: ﴿وجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ والأرْضِ﴾ [الحديد: ٢١]؛ وكَما قالَ: ﴿ما خَلْقُكم ولا بَعْثُكم إلا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ﴾ [لقمان: ٢٨]؛ أيْ: إلّا كَبَعْثِ نَفْسٍ واحِدَةٍ؛ ويُقالُ: إنَّما خَصَّ العَرْضَ بِالذِّكْرِ؛ دُونَ الطُّولِ؛ لِأنَّهُ يَدُلُّ عَلى أنَّ الطُّولَ أعْظَمُ؛ ولَوْ ذَكَرَ الطُّولَ لَمْ يَقُمْ مَقامَهُ في الدَّلالَةِ عَلى العِظَمِ؛ وهَذا يُحْتَجُّ بِهِ في قَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ: «ذَكاةُ الجَنِينِ ذَكاةُ أُمِّهِ» مَعْناهُ: كَذَكاةِ أُمِّهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب