قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَإنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أحَدًا فَلا تَدْخُلُوها حَتّى يُؤْذَنَ لَكُمْ﴾ قَدْ تَضَمَّنَ ذَلِكَ مَعْنَيَيْنِ:
أحَدُهُما: أنَّهُ لا نَدْخُلُ بُيُوتَ غَيْرِنا إلّا بِإذْنِهِ، والثّانِي: أنَّهُ إذا أُذِنَ لَنا جازَ لَنا الدُّخُولُ، واقْتَضى ذَلِكَ جَوازُ قَبُولِ الإذْنِ مِمَّنْ أذِنَ صَبِيًّا كانَ أوِ امْرَأةً أوْ عَبْدًا أوْ ذِمِّيًّا؛ إذْ لَمْ تُفَرِّقِ الآيَةُ بَيْنَ شَيْءٍ مِن ذَلِكَ؛ وهَذا أصْلٌ في قَبُولِ أخْبارِ المُعامَلاتِ مِن هَؤُلاءِ وأنَّهُ لا تُعْتَبَرُ فِيها العَدالَةُ ولا تُسْتَوْفى فِيها صِفاتُ الشَّهادَةِ، ولِذَلِكَ قَبِلُوا أخْبارَ هَؤُلاءِ في الهَدايا والوَكالاتِ ونَحْوِها.
{"ayah":"فَإِن لَّمۡ تَجِدُوا۟ فِیهَاۤ أَحَدࣰا فَلَا تَدۡخُلُوهَا حَتَّىٰ یُؤۡذَنَ لَكُمۡۖ وَإِن قِیلَ لَكُمُ ٱرۡجِعُوا۟ فَٱرۡجِعُوا۟ۖ هُوَ أَزۡكَىٰ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِیمࣱ"}