الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإذا قَرَأْتَ القُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجابًا مَسْتُورًا﴾ قِيلَ: إنَّهُ عَلى مَعْنى التَّشْبِيهِ لَهم بِمَن بَيْنَهُ وبَيْنَ ما يَأْتِي بِهِ مِنَ الحِكْمَةِ في القُرْآنِ، فَكانَ بَيْنَهُ وبَيْنَهم حِجابًا عَنْ أنْ يُدْرِكُوهُ فَيَنْتَفِعُوا بِهِ. ورُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ قَتادَةَ، وقالَ غَيْرُهُ: " نَزَلَ في قَوْمٍ كانُوا يُؤْذُونَهُ بِاللَّيْلِ إذا تَلا القُرْآنَ فَحالَ اللَّهُ تَعالى بَيْنَهم وبَيْنَهُ حَتّى لا يُؤْذُوهُ " . وقالَ الحَسَنُ: " مَنزِلَتُهم فِيما أعْرَضُوا عَنْهُ مَنزِلَةُ مَن بَيْنَكَ (p-٣٠)وبَيْنَهُ حِجابٌ " قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أكِنَّةً أنْ يَفْقَهُوهُ﴾ قِيلَ فِيهِ: إنَّهُ مَنَعَهم مِن ذَلِكَ لَيْلًا في وقْتٍ مَخْصُوصٍ لِئَلّا يُؤْذُوا النَّبِيَّ ﷺ وقِيلَ: جَعَلْناها بِالحُكْمِ أنَّهم بِهَذِهِ المَنزِلَةِ، ذَمًّا لَهم عَلى الِامْتِناعِ مِن تَفَهُّمِ الحَقِّ والِاسْتِماعِ إلَيْهِ مَعَ إعْراضِهِمْ ونُفُورِهِمْ عَنْهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب