الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكم أنْفُسُكم أمْرًا﴾ يَدُلُّ عَلى أنَّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَطَعَ بِخِيانَتِهِمْ وظُلْمِهِمْ وأنَّ يُوسُفَ لَمْ يَأْكُلْهُ الذِّئْبُ لِما اسْتَدَلَّ عَلَيْهِ مِن صِحَّةِ القَمِيصِ مِن غَيْرِ تَخْرِيقٍ، وهَذا يَدُلُّ عَلى أنَّ الحُكْمَ بِما يَظْهَرُ مِنَ العَلامَةِ في مِثْلِهِ في التَّكْذِيبِ، أوِ التَّصْدِيقِ جائِزٌ؛ لِأنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ قَطَعَ بِأنَّ الذِّئْبَ لَمْ يَأْكُلْهُ بِظُهُورِ عَلامَةِ كَذِبِهِمْ. * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ يُقالُ: إنَّهُ صَبْرٌ لا شَكْوى فِيهِ وفِيهِ البَيانُ عَمّا تَقْتَضِيهِ المُصِيبَةُ مِنَ الصَّبْرِ الجَمِيلِ والِاسْتِعانَةِ بِاَللَّهِ عِنْدَ ما يَعْرِضُ مِنَ الأُمُورِ القَطْعِيَّةِ المُجْزِيَةِ، فَحَكى لَنا حالَ نَبِيِّهِ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ عِنْدَما ابْتُلِيَ بِفَقْدِ ولَدِهِ العَزِيزِ عِنْدَهُ وحُسْنِ عَزائِهِ ورُجُوعِهِ إلى اللَّهِ تَعالى والِاسْتِعانَةِ بِهِ، وهو مِثْلُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿الَّذِينَ إذا أصابَتْهم مُصِيبَةٌ قالُوا إنّا لِلَّهِ وإنّا إلَيْهِ راجِعُونَ﴾ [البقرة: ١٥٦] ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِن رَبِّهِمْ ورَحْمَةٌ﴾ [البقرة: ١٥٧] الآيَةَ، لِيُقْتَدى بِهِ عِنْدَ نُزُولِ المَصائِبِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب