* الإعراب:
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بمحذوف يدلّ عليه عذاب- في الآية السابقة- أي يعذّبون يوم ... [[يجوز أن يتعلّق ب (أليم) بمعنى مؤلم- في الآية السابقة-.]] (يحمى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الوقود [[هذا إذا كان مضارعا للرباعيّ أحمي، وإذا كان مضارعا للثلاثيّ حمي كان الجارّ (عليها) هو نائب الفاعل.]] (على) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحمى) ، (في نار) جارّ ومجرور متعلّق ب (يحمى) ، (جهنّم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (الفاء) عاطفة (تكوى) مثل يحمى (بها) مثل عليها متعلّق ب (تكوى) ، (جباه) نائب الفاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة في الموضعين (جنوبهم، ظهورهم) اسمان معطوفان بحرفي العطف على جباههم.. مضافان إلى ضمير الغائب و (هم) ، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (كنزتم) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (تم) ضمير فاعل (لأنفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل كنزتم أو مفعوله (الفاء) لربط جواب شرط مقدّر (ذوقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ما) موصول مفعول به على حذف مضاف أي جزاء ما كنتم ... (كنتم) فعل ماض ناقص ...
و (ثم) اسم كان (تكنزون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «يحمى عليها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تكوى.. جباههم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحمى عليها.
وجملة: «هذا ما كنزتم» في محلّ رفع نائب فاعل لفعل مقدّر تقديره يقال أي: يقال لهم هذا ما كنزتم [[والإشارة هنا إلى الكيّ.
يجوز أن تكون الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب، وجملة ذوقوا معطوفة على]] .
وجملة: «كنزتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنزتم فلم تنفقوا فذوقوا [[جملة هذا ما كنزتم فهي من تمام القول الذي يقال لهم.]] .
وجملة: «كنتم تكنزون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني [[يجوز أن تكون (ما) مصدريّة ... والجملة صلة الموصول الحرفيّ (ما) .]] وجملة: «تكنزون» في محلّ نصب خبر كنتم.
* الصرف:
«يحمى) ، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، أصله يحمي جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
(تكوى) ، فيه إعلال بالقلب جرى مجرى (يحمى) .
(جباه) ، جمع جبهة، اسم للعضو المعروف، وزنه فعلة بفتح فسكون.
* البلاغة:
1- قوله تعالى: فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ خصت بالذكر، لأن غرض الكانزين من الكنز والجمع أن يكونوا عند الناس ذوي وجاهة ورياسة بسبب الغنى، وأن يتنعموا بالمطاعم الشهية والملابس البهية، فلوجاهتهم كان الكي بجباههم، ولامتلاء جنوبهم بالطعام كووا عليها، ولما لبسوه على ظهورهم كويت، أو لأنهم إذا رأوا الفقير السائل زووا ما بين أعينهم، وازوروا عنه وأعرضوا وولوه ظهورهم واستقبلوا جهة أخرى.
* الفوائد:
شدة الوعيد لمن يمنع الزكاة:
اشتملت هذه الآية على تهديد ووعيد لمن يكنزون الذهب والفضة ولا يؤدون زكاتها. وقد تضاربت أقوال المفسرين حول معنى الكنز الموجب لهذه العقوبة، لكن أصحها ما قاله ابن عمران: كل مال أديت زكاته فليس بكنز ولا يحرم على صاحبه اكتنازه، وإن كثر. وإن كل مال لم تؤد زكاته، فصاحبه معاقب عليه على منع الزكاة بالوعيد من الله، ويدل على ذلك ما
روي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها (أي الزكاة) إلا إذا كان يوم القيامة، صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم، فيكوى بها جبينه وجنبه وظهره، كلما ردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، فقيل يا رسول والإبل؟ قال: ولا صاحب إبل لا يؤدي حقها، ومن حقها حلبها يوم ورودها، إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت، لا يفقد منها فصيلا واحدا، تطؤه بأخفافها، وتعضه بأفواهها، كلما مر عليه أولاها ردّ عليه أخراها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإمّا إلى النار، وكذلك البقر والغنم
كما ورد في هذا الحديث الصحيح.
{"ayah":"یَوۡمَ یُحۡمَىٰ عَلَیۡهَا فِی نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكۡوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمۡ وَجُنُوبُهُمۡ وَظُهُورُهُمۡۖ هَـٰذَا مَا كَنَزۡتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡ فَذُوقُوا۟ مَا كُنتُمۡ تَكۡنِزُونَ"}